ترجمة منال حميد - "الإندبندنت" البريطانية-
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد تعهدت بتحدي المملكة العربية السعودية بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان ودورها بالحرب الأهلية المدمرة في اليمن، مع وصول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن لإجراء محادثات رفيعة المستوى.
وتشير الصحيفة إلى أنه برغم الحفاوة التي سيحظى بها محمد بن سلمان عند وصوله إلى المملكة المتحدة يوم الأربعاء، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، والتي من ضمنها الغداء مع الملكة في قصر باكنغهام، وعشاء مع أمير ويلز ودوق كمبردج، بالإضافة إلى المحادثات مع كبار الوزراء ومسؤولي الأمن القومي؛ فإنه من المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى مظاهرات واسعة النطاق حول سجل السعودية السيئ في مجال حقوق الإنسان ودورها في الصراع الدامي في اليمن، حيث دعمت ائتلافاً من القوات ضد المتمردين الحوثيين، في حرب أهلية دامت ثلاث سنوات وانحدرت إلى أزمة إنسانية يعيشها اليمن الآن.
وقد تم حثُّ ماي على وقف مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية حتى تنتهي من تدخُّلها في اليمن، حيث أظهرت بيانات حكومية أن بريطانيا قد حصلت على ترخيص بقيمة 4.6 ملايين جنيه إسترليني من مبيعات الأسلحة للسعودية منذ عام 2015، لكن الحكومة تصرُّ على أن لديها "واحداً من أقوى أنظمة مراقبة تصدير الأسلحة في العالم"، بحسب الصحيفة.
وستوضح ماي "مخاوف بريطانيا العميقة" حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، خلال اجتماعاتها مع بن سلمان، الذي ستستضيفه لتناول العشاء يوم الخميس، خاصةً أن الرأي العام البريطاني يتوقع منها ألا تفضِّل مصلحة تجار السلاح على حساب الشعب اليمني.
ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن قوله: "يجب على تيريزا ماي أن تستخدم هذه الزيارة للإعلان عن أن المملكة المتحدة لن تزوِّد المملكة العربية السعودية بالأسلحة، في الوقت الذي يستمر فيه القصف المدمر الذي تشنه السعودية على اليمن".
ويوضح كوربن أن معارضة بريطانيا القوية للانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان والحقوق المدنية في السعودية، ينبغي أن تحول دون دعوة ولي العهد السعودي إلى "داونينغ ستريت"؛ لأنه يقود نظاماً مروعاً في سجل حقوق الإنسان.