الخليج اونلاين-
واجه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، انتقادات واسعة من شخصيات بريطانية معارضة، وذلك في مستهل زيارته الى المملكة المتحدة التي بدأها الأربعاء (7 مارس 2018)، وفقاً لما تناقلته الصحافة البريطانية.
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن من بين الانتقادات الشديدة التي وجهت لبن سلمان، اتهامات بدعم التطرف في المملكة المتحدة، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، وخرق القانون الإنساني الدولي في اليمن؛ من جراء الحرب التي تشنها السعودية، وأسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، ودفعت واحداً من أفقر بلدان الشرق الأوسط إلى حافة المجاعة.
وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى ما شهدته العاصمة البريطانية من تجمع عدد كبير من المتظاهرين الرافضين للحرب بالقرب من البرلمان، مشيرة إلى احتجاز قوات الأمن لمئات من المحتجين خارج أبواب داوينيج ستريت، أشهر شوارع لندن، وألقي القبض على رجل للاشتباه به، حيث عمد إلى إلقاء البيض على سيارة للشرطة في أثناء مرور موكب بن سلمان.
ونقلت تصريحات صحفية لزعيم حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، الذي "قال إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي هي المسؤولة عن وضع ملايين من البشر يعيشون خطر المجاعة في اليمن؛ وذلك من خلال مشاركتها مع السعودية في الحرب هناك".
وتابعت: "أوضح كوربين أن الجيش البريطاني متورط ومتواطئ بحرب غير قانونية"، مؤكداً أن المستشارين البريطانيين كانوا يوجهون الحملة العسكرية في الرياض.
وأضافت الغارديان: "زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، فينس كيبل، أدان من جهته، فرش السجادة الحمراء واستقبال بن سلمان، واصفاً إياه بالزعيم الديكتاتوري في نظام ثيوقراطي من القرون الوسطي"، داعياً الحكومة البريطانية إلى مطالبة السعوديين بوقف القصف المنهجي للأهداف المدنية في اليمن الذي بدأه ولي العهد.
واعتبر كيبل، بحسب الصحيفة، أن بن سلمان هو "مهندس الهجمات الجوية والحصار في اليمن، وأيضا تمويل الجماعات الجهادية في سوريا، وهو الذي أمر بحجز رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري)، وحالات الإعدام تضاعفت في السعودية منذ وصول بن سلمان".
واضاف: "من المفترض أن نتجاهل كل ذلك لمجرد أن بن سلمان سوف يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، تماماً كما في أي بلد أخر في العالم. الحكومة البريطانية تدعي أنها تهتم بحوق الإنسان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسعودية فإنها تصمت بشكل مخجل".
وتقول الصحيفة إن "هناك قلق لدى الحكومة البريطانية، يتمثل في الفجوة الاقتصادية التي سيتركها إنسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ينظر لزيارة ولي العهد السعودي على إنها فرصة إقتصادية كبيرة".
وتواصل الغارديان الحديث عن زيارة بن سلمان، لافتة الانتباه إلى انه "في أعقاب اللقاء الذي جرى أمس (الأربعاء 7 مارس) بين بن سلمان وتيريزا ماي، أصدرت الحكومة بياناً جاء فيه أن ماي أعربت عن مخاوفها العميقة إزاء الوضع الإنساني في اليمن، وأنها رحبت بالإصلاحات الأخيرة التي سُمح بموجبها للمرأة السعودية بقيادة السيارة وحضور دور السينما، مؤكدة أن حكومتها ستدعم هذه الخطوات".
واسترسلت بالقول إن البيان أشار إلى أن "قضية الناشط رائف بدوي، المحكوم بالسعودية بالسجن 10 سنوت و1000 جلدة، أثيرت في الاجتماع بين بن سلمان وماي".
وبينت أن "ائتلاف من عدة جماعات حقوقية، نظم وقفة احتجاجية أمام داوينيج ستريت، بالإضافة الى جماعات مناهضة لتجارة الأسلحة، حيث هتف المتظاهرون مطالبين بوقف حرب اليمن ووقف القصف".
وذكرت أن "وزير التنمية في حكومة الظل، كيت اوسامور، قال أمام المتظاهرين، إن على الحكومة عدم فرش السجادة الحمراء أمام محمد بن سلمان؛ فهناك 22 مليون شخص باليمن بحاجة إلى مساعدات وحماية؛ بسبب إنتهاك السعودية للقانون الدولي".
وختمت الغارديان تقريرها عن زيارة بن سلمان، بالإشارة إلى أن "العديد من المنظمات الحقوقية انتقدت زيارة بن سلمان إلى بريطانيا، حيث أصدرت مجموعة ريبريف بياناً قالت فيه إن عمليات الإعدام في السعودية تضاعفت في عهد بن سلمان لتصل إلى 133 عملية إعدام في الأشهر الثمانية التي تلت تعينه ولياً للعهد، مقارنة بـ 67 حالة في الأشهر الثمانية السابقة".