وكالات-
انتقد الكاتب والصحفي الأمريكي «توماس فريدمان»، ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، معتبرا أنه «حاكم مستبد استخدم البلطجة خارجيا والمسرحيات داخليا للسيطرة على كل شئ، باندفاع غير محسوب».
وقال «فريدمان»، في مقال له صاغه على هيئة مذكرة موجهة إلى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، قبيل زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن، إن «بن سلمان جرئ بالفعل، ولكن في الوقت نفسه لا أستطيع أن أفكر في أي شخص في العائلة الحاكمة قام بمبادرات السياسة الخارجية المليئة بالبلطجة ومسرحيات السيطرة على السلطة المحلية، وعمليات شراء شخصية مفرطة؛ سوى محمد بن سلمان.. ومهمتُنا الآن هي المساعدة في التخفيف من اندفاعاته».
وأضاف: «علينا أن نقول لابن سلمان: يمكنك أن تكون ملكا فعالا بشرعية حقيقية، أو أن تشتري اليخوت والقصور ولوحات ليوناردو دافينشي، لكن لا يمكنك أن تجمع بين الاثنين».
وتابع أنه على «محمد بن سلمان» أن يفهم أنه أصبح شخصية مهمة على الساحة العالمية، وأنه يحتاج إلى أن يبني لنفسه سمعة كسمعة والده التي يصفها بالنظيفة والمتواضعة والتصالحية.
كما انتقد الكاتب الأمريكي، في مقاله، أعضاء الفريق المحيط بولي العهد، ووصفهم بـ«البلطجية المتعالين الذين يقدمون له أسوأ النصائح التي قاد بعضها إلى فشله في اليمن ولبنان وقطر».
وعد مراقبون مقال «فريدمان» الأخي بمثابة «انقلاب» من الكاتب الأمريكي على «محمد بن سلمان»، بعد ما كان وصفه سابقا بـ«المجدد» بعد حوار أجراه معه بالسعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
حينها، وتحت عنوان «رسالة من السعودية» كتب «فريدمان» مقالة في نيويورك تايمز، أكد فيها أن «بن سلمان» يسعى لمستقبل «انفتاحي» للمملكة، وحشد الأمراء الشباب في البلاد، كما لفت النظر لما وصفه بأنه دور «بن سلمان» في محاربة الأفكار المتطرفة التي يعتنقها بعض العلماء المحافظين
كما نوه «فريدمان» إلى خطط «بن سلمان» من أجل تحسين الأداء الاقتصادي للمملكة عبر وقف تمويل الأغنياء ورفع أسعار الطاقة والتخلي عن الدعم.
وتحدث «فريدمان» عن تفاصيل لقائه مع الأمير «محمد بن سلمان» وما وصفها بأنها «الجهود التي تُبذل من أجل رقي المملكة».
وفي أواخر 2017، عاد «فريدمان» لينتقد «محمد بن سلمان»، وكتب، بعد حملة «بن سلمان» لاعتقال أمراء ووزراء ورجال أعمال بفندق الريتز كارلتون، قائلا إنه «كى تقوم بعملية مكافحة الفساد لابد أن تكون أنت نظيفا، وأشار لشراء بن سلمان يختًا سعره أكثر من 550 مليون دولار قبل أشهر، وأن ما يقوم به من إجراءات بحق من يتهمهم بأنهم فاسدون لا علاقة له بمكافحة الفساد».
لكن بعد ذلك، اصطحبه اصطحبه السفير السعودى الجديد لدى واشنطن «خالد بن سلمان» للقاء خاص مع شقيقه ولى العهد «محمد».
قضى «فريدمان» عدة أيام بالرياض، منها ساعات طويلة مع «بن سلمان» داخل قصر العوجا، وتناولا خروفا مشويا مع أشخاص من الدائرة المقربة من ولى العهد.
وعاد «فريدمان» من الرياض ليكتب مقالا طويلا فى نيويورك تايمز تبلغ مساحته ضعف مقالات الرأى التقليدية، قال فيه: «لم يخطر فى بالى قط أننى قد أعيش لأصل إلى لحظة أكتب فيها الجملة الآتية: العملية الإصلاحية الأهم الجارية حاليا فى الشرق الأوسط هى تلك التى تشهدها المملكة العربية السعودية».
وأضاف: «نعم، لم تخطئوا فى القراءة.. مع أننى وصلت إلى هنا فى مطلع فصل الشتاء فى المملكة، وجدت أن البلاد تشهد ربيعا عربيا، على الطريقة السعودية».