الخليج اونلاين-
منذ تدخُّل التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، باسم الرئيس عبد ربه منصور هادي، خَفَتَ صوت الأخير وبات القرار اليمني يخرج من الرياض، علماً أن ذريعة التحالف كانت حماية الشرعية التي يمثلها هادي.
فالرئيس اليمني ومسؤولون في حكومته باتوا يخضعون لنوع من الإقامة الجبرية في السعودية، ما دعا وزير الدولة اليمني صلاح الصيادي إلى مطالبة اليمنيين بالتظاهر؛ للمطالبة بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المقيم بالعاصمة السعودية، إلى البلاد.
وتأتي هذه الدعوة التي يطلقها مسؤول يمني، بعد تقارير صحفية أشارت إلى خضوع هادي لـ"الإقامة الجبرية" بالرياض.
وقال الصيادي، في منشور له على موقع "فيسبوك"، اليوم (الأحد): "إن اليمنيين مطالَبون بالخروج والتظاهر والاعتصام لأجل عودة الرئيس هادي إلى البلاد"، محذراً مما سماها "كوارث تاريخية".
ولمَّح الوزير اليمني إلى احتجاز الرئيس اليمني بالتزامن مع أنباء احتجاز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في نوفمبر الماضي، بالقول عن لبنان: إنه "استعاد رئيسه في بضعة أيام"، بعد أن أعلن استقالته من السعودية، في نوفمبر 2017، قبل أن يتراجع عنها بطلب من الرئيس ميشال عون، وسط اتهامات للرياض بإجباره على الاستقالة.
وبحسب الصيادي، فإن عودة الرئيس اليمني "ضمانة لإلحاق شر هزيمة بالمليشيات الإيرانية باليمن"، في إشارة إلى الحوثيين، مضيفاً أن "هناك خيارات، هي الأسوأ، في انتظار اليمنيين"، حسب تعبيره.
- معطيات عن احتجازه
وخلّفت الحرب في اليمن أوضاعاً إنسانية وصحية بالغة الصعوبة، ونزوح 3 ملايين مواطن، حسب معطيات سابقة للأمم المتحدة.
وفي غضون ذلك، أدرجت الأمم المتحدة التحالف العربي بقيادة السعودية، على اللائحة السوداء للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق الأطفال، وفق تقرير نشرته المنظمة الدولية في أكتوبر الماضي، حيث أحصى التقرير خلال عام 2016، ما لا يقل عن أربعة آلاف حالة من الانتهاكات المثبتة، من جانب قوات حكومية، وأكثر من 11 ألفاً و500 حالة منسوبة إلى قوات مسلحة غير حكومية.
ويقيم الرئيس اليمني، منذ مارس 2015، بالعاصمة السعودية، مع عدد من المسؤولين الحكوميين، إلا أنه يزور العاصمة المؤقتة، عدن، بين الحين والآخر.
وكان آخر زيارة لهادي إلى عدن في فبراير 2017، حيث غادرها بعد الأحداث التي شهدتها المدينة، إثر تمرد قائد حراسة مطار المدينة، المقدم صالح العميري، على قرار تغييره، وحظي بإسناد من قِبل القوات الإماراتية.
وفي نوفمبر من العام الماضي، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين يمنيين قولهم إن هادي وابنيه ووزراء وعسكريين رهن الإقامة الجبرية في الرياض.
وأشار المسؤولون، الذين تحدثت إليهم الوكالة، إلى أن الإقامة الجبرية للرئيس اليمني تعود إلى "العداء المرير بين هادي والإمارات، التي تشكل جزءاً من التحالف وتهيمن على الجنوب اليمني".
وفي الشهر ذاته، هاجمت الناشطة اليمنية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، التحالف الذي تقوده السعودية، وطالبت في الوقت نفسه، المملكة برفع "الإقامة الجبرية عن الرئيس منصور هادي".
وتسيطر إدارة هادي سيطرة شكلية على نحو أربعة أخماس أراضي اليمن، لكن الزعماء السياسيين والقادة العسكريين في عدن يريدون الآن إحياء دولة اليمن الجنوبي التي كانت مستقلة في وقت من الأوقات.
وفي يوليو 2017، كشفت الولايات المتحدة أن الإمارات حوَّلت جزيرة "ميون"، الواقعة في قلب باب المندب، إلى قاعدة عسكرية دون علم الحكومة اليمنية الشرعية، وقد أبلغت واشنطن الرئيس اليمني هذه الخطوة الإماراتية في الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً.