موقع إنترسبت الأمريكي- ترجمة منال حميد -
كشف موقع إنترسبت الأمريكي عن الدور الذي أدّاه جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الاعتقالات التي جرت بالسعودية لكبار الأثرياء والوزراء، نوفمبر الماضي.
وذكر الموقع الأمريكي أن مستشار ترامب أجرى قبل حملة الاعتقالات بأيام زيارة سريعة إلى الرياض، التقى خلالها بوليّ العهد محمد بن سلمان، وسلّمه قائمة الشخصيات التي قال عنها كوشنر إنها شخصيات غير مُصلحة لبن سلمان.
ويقول الموقع إن كوشنر، الذي جُرّد في فبراير الماضي من تصريحه الأمني السري، معروف عنه أنه كان يقرأ بشراهة التقارير الأمنيّة الموجزة التي تصل للرئيس بشكل أكبر بكثير من ترامب نفسه، خاصة تلك التقارير التي كانت تُوصف بأنها شديدة السرية، المرفوعة من قبل وكالة المخابرات ومخصّصة للرئيس وأقرب مستشاريه.
وأضاف الموقع: إن "وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، كان قد أطاح بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد، في يونيو 2017، وهي خطوة خلقت معارضة داخل الأسرة الحاكمة"، بحسب مصادر في البيت الأبيض.
وتابع: "في أواخر أكتوبر الماضي، أجرى كوشنر زيارة مفاجئة للرياض، حيث قابل محمد بن سلمان، واستمرّ اللقاء حتى الرابعة فجراً، ولم يُعرف في وقتها ما الذي دار بينهما، ولكن بعد الاجتماع تسرّبت معلومات تفيد بأن كوشنر ناقش مع بن سلمان أسماء لسعوديين خونة لولي العهد الجديد، وهي المعلومة التي نفاها لاحقاً المتحدث باسم كوشنر أمام المدعي العام".
وعقب تلك الزيارة السرية لكوشنر، يقول الموقع، أطلق محمد بن سلمان حملة لمكافحة الفساد، أدّت إلى اعتقال العشرات من أفراد الأسرة الحاكمة، وحجزهم في فندق الريتز كارلتون، وتعرّض بعضهم للتعذيب.
وتابع الموقع: "بحسب مسؤول حكومي أمريكي فإنه حتى لو لم تصحّ الرواية القائلة بأن كوشنر سلّم ولي العهد قائمة بالأسماء التي تم اعتقالها بعد ذلك، فإن مجرد الزيارة التي كانت محاطة بسرية تامة قد تشير إلى ذلك، فضلاً عن أنه يبعث برسالة قوية لحلفاء وأعداء ولي العهد بأن تصرّفاته مدعومة من قبل الولايات المتحدة".
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تفاخر أمام محمد بن زايد، وليّ عهد الإمارات، وعدد من المسؤولين، بأن كوشنر في "جيبه".
ويشير الموقع إلى أن كوشنر حصل على القائمة التي سلّمها لمحمد بن سلمان من الموجز اليومي السرّي الذي يُرفع للرئيس وكبار مستشاريه، التي لا يُسمح بالكشف عن المعلومات الواردة فيها، وأن كوشنر نقل تلك الأسماء إلى وليّ العهد السعودي دون إذن من الرئاسة الأمريكية، الأمر الذي يمثّل انتهاكاً للقوانين الاتحادية حول تبادل المعلومات الاستخباريّة السرية.
وبعد يومين من حملة ولي العهد السعودي لمكافحة الفساد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تأييده لتلك الحملة عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال موقع إنترسبت: "في الأشهر التي تلت عملية احتجاز الأمراء والأثرياء والوزراء تم إجبارهم على التنازل عن مليارات الدولارات للحكومة السعودية، وأيضاً فإن حالات التعذيب التي تعرّض لها البعض أدّت إلى الوفاة؛ مثل اللواء علي القحطاني، حيث ظهرت على جسده آثار كدمات، وكان عنقه ملتوياً بشكل غير طبيعي، وتعرّض للكسر".
وأضاف: "كوشنر كان يتواصل مع ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي عبر تطبيق الواتساب، وفقاً لمسؤول غربي مقرّب من العائلة الحاكمة".
وأشار إلى أن "العلاقة بين كوشنر ووليي عهد السعودية وأبوظبي أثارت مخاوف مسؤولين في البيت الأبيض؛ نظراً لافتقار الأوّل إلى الخبرة الدبلوماسية، وأيضاً لوجود مخاوف من أن تؤثّر العلاقات التجارية له على وضعه داخل البيت الأبيض".
وينقل الموقع عن ثلاثة من كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن وزير الخارجية (المقال)، ريكس تيلرسون، كان رافضاً لاتصال كوشنر مع المسؤولين في الخليج.
وبيّن الموقع أن "دعم كوشنر للسعودية والإمارات في خلافهما مع قطر شكّل تساؤلات حول تضارب محتمل للمصالح؛ فكوشنر ساند الحصار على خلفيّة رفض قطر تمويل شركة عقارات تابعة لكوشنر".
ونقل إنترسبت عن السيناتور كريس مورفي قوله: "يمكن أن نفهم لماذا وقفت الإدارة الأمريكية إلى جانب السعوديين والإماراتيين في نزاعهم مع قطر، علماً أن الولايات المتحدة لديها مصالح هامة جداً في قطر".
ومضى يقول: "إذا كانت علاقة كوشنر مع وليي العهد السعودي والإماراتي سبباً في اتخاذ موقف سياسي من هذا الصراع، معنى ذلك أن الإدارة عرّضت قواتنا في قطر للخطر، ومن ثم فإن جمع المعلومات عن هذا الموضوع يستدعي إجراء تغييرات كبيرة في البيت الأبيض".