شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية- ترجمة منال حميد -
قالت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية إن التصريح الذي أدلى به ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عشية زيارته الولايات المتحدة، بشأن السلاح النووي، قد يزيد من صعوبة حصول بلاده على مفاعلات نووية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب الشبكة، فإن المعارضة داخل أمريكا تتزايد حيال تزويد السعودية بتكنولوجيا الطاقة النووية، حيث من المقرر أن تسهم أمريكا في إنشاء 16 مفاعلاً نووياً بالمملكة، الأمر الذي يُعتبر بمثابة شريان حياة لشركة "وستنغهاوس إلكتريك"، وبعض الشركات الأخرى المتخصصة بالصناعات النووية، والمتعثرة الأداء.
وفي إطار تعزيز هذه الجهود، فإن إدارة ترامب تفكر فعلياً في السماح للسعوديين بتخصيب اليورانيوم، ما يعني استبعاد ما يسمى "معيار الذهب"، الذي يتضمن شروطاً لبناء تلك المفاعلات، كما جرى الحال مع الإمارات، حيث يسمح للدولة المستفيدة من التكنولوجيا النووية بتوليد الطاقة، ولكنه يحظر تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته.
هذه الفكرة أدخلت مجلس النواب في أزمة؛ فالعديد من المشرعين من كلا الحزبي، قالوا إن اعتراف الأمير بأن بلاده تسعى لبناء أسلحة نووية يمكن أن يكون سبباً في وقف المفاوضات بين البلدين بهذا الخصوص، خاصة أن وزير الطاقة الأمريكي، ريك بيري، كان قد اجتمع هذا الشهر في لندن مع مسؤولين سعوديين بشأن هذا الموضوع.
النائبة إيليانا روس، العضوة الجمهورية عن ولاية فلوريدا والتي ترأست اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب، قالت إن فكرة امتلاك السعودية برنامجاً نووياً ذا قدرة على تخصيب اليورانيوم، تشكل مصدر قلق كبير على الأمن القومي. لسوء الحظ، تنظر الإدارة إلى هذه الصفقة من منظور اقتصادي بحت، في حين لا تنظر إلى المخاطر الأمنية إلا من منظار ضيق.
ويمكن للكونغرس أن يعرقل التوصل إلى اتفاقية نووية، من خلال إصدار قرار مشترك بعدم الموافقة على الصفقة، ولكن ذلك يمكن أن يتعرض لفيتو رئاسي.
وكانت فكرة السماح للسعودية بإعادة معالجة الوقود وتخصيب اليورانيوم المستخدم في صناعة الأسلحة، قد جوبهت بمعارضة من شخصيات قوية في مجلس الشيوخ حتى قبل أن يؤكد بن سلمان سعي بلاده لامتلاك النووي في حال أقدمت إيران على ذلك.
وأكد السيناتور إد ماركي، العضو الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس وعضو لجنة العلاقات الخارجية، أن ولي العهد السعودي أكد ما يشير له الكثيرون بأن سعي السعودية للطاقة النووية يتجاوز حاجتها للطاقة الكهربائية، وإنما هو مسعى للحصول على النووي.
الأمير محمد بن سلمان، الذي بدأ زيارة للولايات المتحدة تستمر ثلاثة أسابيع، سيناقش مع مسؤولين أمريكيين خططه لبناء مفاعلين نوويَّين بنهاية العام الجاري، على أن يتم بناء 14 مفاعلاً نووياً أخرى على مدى ربع قرن مقبل.