ملفات » الطريف إلى العرش

هل اتفق الخليج على قيادة السعودية لسباق تسلح نووي؟

في 2018/03/28

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

نقلت وكالات الأنباء عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قوله خلال مشاركته في ندوة في معهد بروكينغز في واشنطن، بأن "المصالح المشتركة" بين إسرائيل والمملكة حول إيران "لا يعني أن تكون هناك علاقات دبلوماسية" بين البلدين، مشيرا إلى أن الرياض تفضل أن تطبع العلاقات رسميا مع إسرائيل بعد توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وليس قبله.

وكان ابن سلمان الذي وصل إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي قد التقى الرئيس دونالد ترامب وعقد محادثات مع مستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي إلى المنطقة جيسون غرينبلات.

وأفادت رويترز بأنه وخلال زيارته لواشنطن أيضا، كان لولي العهد السعودي لقاءات مع ممثلين عن عدد من أبرز مؤسسات الأبحاث الأميركية.

يقول سايمون هندرسون في مقال له بمعهد واشنطن عن زيارة محمد بن سلمان لأمريكا وحواره مع قناة سي بي اس وبعد أن شبه النظام الإيراني بهتلر ما يلي:

"وكان السؤال التالي خلال المقابلة مع "سي بي إس": "هل السعودية بحاجة إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران؟". وتجاهلت الإجابة تماماً احتمال طلب نوع من المظلة النووية من الولايات المتحدة وافتراض الحصول عليها. فقد قال الأمير إن "المملكة العربية السعودية لا تريد الحصول على الأسلحة النووية، لكن دون شك إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن".

إلا أن سايمون هندرسون – وهو من أكبر الخبراء بالشأن السعودي- استطرد في مقاله قائلا هذه الفقرة اللافتة:

"غير أن الواقع مغاير، فالسعودية ترغب فعلاً في شراء مفاعلات للطاقة النووية ويريد اتحاد من الشركات الأمريكية بقيادة "وستنغهاوس" أن يتمّ اختياره كمزوّد لها. كما ترغب الرياض في امتلاك تكنولوجيات التخصيب وإعادة المعالجة، وهما الطريقتان المستخدمتان لإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم العالي التخصيب على التوالي، وكلاهما من المواد النووية المتفجرة. ويتساءل البعض عما إذا كان الأمير محمد بن سلمان قد فكر في عواقب تصريحه المقتضب والمباشر هذا قبل الإدلاء به."

وما لم يقله سايمون هندرسون هو مستقبل الخليج وتوريطه في مغامرات ابن سلمان.

فأي مواجهة من أي نوع عسكري أو نووي، بل وأي سباق للتسلح لن يكون سعودي إيراني بحت، وإنما صراع خليجي بالكامل، بحكم المصير المشترك والروابط الخليجية والتي تتخطى مجلس التعاون لتصل إلى جغرافيا سياسية واحدة.

والسؤال عن الصمت الخليجي وترك الدفة لقيادة مغامرة كقيادة ابن سلمان!

هل يترك مصير الخليج كله ومستقبله الاقتصادي والأمني تحت قيادة سعودية تقود للمواجهة وسباق التسلح النووي والعداء الأيدلوجي وتقود حتما للحرب؟!

ن وصف ايران بالنظام النازي لا يعني الا المواجهة وانه لا حلول سلمية أو تفاهمات، فهل هذا هو بالفعل موقف الخليج ككل، وهل هذا الموقف هو نتاج تفاهمات ومشاورات خليجية أفضت لبلورة هذا الموقف النهائي؟

لو كانت الإجابة بنعم –وهو مستبعد- فإن المنطقة مقبلة على كارثة حقيقية لن يستفيد منها الا الصهاينة وصناع السلاح الأمريكيون.

وإن كانت الإجابة بلا فالمطلوب موقف خليجي قوي يوقف هذا الهراء وهذه الرعوونة والتهور والتطابق مع الصهاينة والذي كلل بلقاء محمد بن سلمان مع قادة يهود أميركيين في نيويورك، في إطار جولته المستمرة في الولايات المتحدة، وفقا لما أفاد به موقع Jewish Insider الإخباري الأميركي وصحيفة هآرتس الإسرائيلية  وكما أفادا، سيركز اللقاء على إيران وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى جانب موقف المملكة من معاداة السامية!