وكالات-
عا أمير سعودي مقيم خارج المملكة أعمامه إلى الإطاحة بالملك سلمان بن عبد العزيز والسيطرة على الحكم في البلاد.
وفي مناشدة وجهها الأمير خالد بن فرحان إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير مقرن بن عبد العزيز، قال إن الضرر الذي يلحق بالعائلة السعودية الحاكمة وبالمملكة، بسبب حكم الملك سلمان، "يتجاوز كل الحدود"، موجهاً انتقادات عديدة إلى الطريقة التي تدار بها الأمور في الرياض.
وقال الأمير خالد بن فرحان، الذي مُنح اللجوء السياسي في ألمانيا عام 2013: "لو اجتمع الأميران أحمد ومقرن (من أولاد الملك عبد العزيز) ووحدا صفوفهما فإن 99% من أعضاء العائلة الملكية الحاكمة وعناصر الأجهزة الأمنية والجيش ستقف معهما".
وفي مقابلة مع صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، نقلها موقع "الجزيرة.نت"، الثلاثاء، قال الأمير خالد إنه يتلقى رسائل من أعضاء في العائلة المالكة وغيرهم تؤكد أنه إذا تحرك الأميران فسيكون أغلب عناصر الجيش والشرطة خلفهما.
وأضاف: "هناك غضب شديد داخل العائلة الحاكمة، وبناء على هذه المعلومة فإنني أتوجه إلى عمي أحمد وعمي مقرن، وهما أبناء عبد العزيز، وعلى مستوى عال من الثقافة والتعليم، ولديهما خبرة وقدرة على تغيير الأمور نحو الأحسن، وبإمكاني أن أقول لهما إننا جميعاً نقف وراءهما وندعمهما".
وأشار الأمير خالد إلى تصريحات حديثة للأمير ممدوح بن عبد العزيز- أحد أشقاء الملك سلمان- يُفهم منها وجود امتعاض واسع النطاق داخل العائلة ككل.
- غموض
وتأتي هذه الدعوة في وقت يستمر فيه الغموض الذي يكتنف حادثة إطلاق النار من أسلحة ثقيلة خارج قصر العوجة الملكي بالرياض، في أبريل الماضي. وكان التفسير الرسمي لما حدث أن حراس الأمن أطلقوا النار على لعبة طائرة مسيّرة وأسقطوها.
لكن المدون السعودي الشهير "مجتهد" قال إن القصر تعرض لهجوم بأسلحة ثقيلة مثبتة على عربتين، وإن ستة من رجال الأمن قتلوا، بالإضافة إلى اثنين من المهاجمين.
وعن تلك الحادثة قال الأمير خالد: إن "قصة لعبة الطائرة المسيّرة ليست سوى محاولة للتمويه لا يقبلها المنطق"، معتبراً إياها تعبيراً عن الاحتجاج ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ووجه الأمير خالد تحذيراً إلى الأوروبيين، قائلاً: "إن الوضع في السعودية يشبه البركان الذي يوشك أن ينفجر، وإذا ما انفجر فإنه سيؤثر ليس فقط على الوضع داخل السعودية أو في المنطقة العربية فحسب، ولكنه سيؤثر عليكم أيضاً".
وأضاف: "يوجد في السعودية مزيج تتداخل فيه الأجيال والقبائل والمناطق المختلفة مع الوهابية، وإذا ما حصل انقلاب من خارج العائلة الحاكمة فإنه يمكن أن تصبح المملكة مركزاً للإرهاب الدولي".
وتابع الأمير خالد في رسالته إلى الأوروبيين أن هذا الانفجار سيؤدي إلى انقسامات بين القبائل وبين الأجيال حتى في المنطقة الواحدة من مناطق المملكة، "وعلينا ألا ننسى أنه توجد خلايا إرهابية نائمة داخل السعودية، وأن الأيديولوجيا الوهابية أيديولوجيا متطرفة".
وأشار إلى أنه "إذا انزلقت السعودية نحو حالة من الفوضى فستكون هناك فوضى على مستوى العالم، وستكون المملكة مصدراً للإرهاب الذي سيعاني منه العالم بأسره؛ لأنها ستدعم الإرهاب الدولي وستموله".
- أهداف بن سلمان
وصعد محمد بن سلمان إلى قمة هرم السلطة بسرعة كبيرة خلال العام الماضي، إلا أن الأمير خالد يقول إنه كان قبل ذلك -ولسنوات طويلة- مجرّد عضو عادي داخل العائلة، وإنه كان يعاني في سنّ المراهقة من مشاكل نفسية.
وتابع الأمير خالد: "لا أقول إنه كان عنيفاً، ولكن عندما كان أصغر سناً لم يكن له وضع مميز داخل العائلة الحاكمة، بينما كان أشقّاؤه يشغلون مناصب أعلى. وبالطبع كان أبناء عمومته أكبر سناً، وأكثر خبرة، وأفضل وضعاً، وأعلى تعليماً، وأحسن حالاً من كل ناحية. وأعتقد أن ذلك سبّب له مشاكل نفسية؛ لأن محمد بن سلمان كان إذا أراد مقابلة أحد أبناء عمه ممن اعتقلهم فيما بعد يضطرّ لأن يطلب موعداً، وقد يوافق هذا الأمير على لقائه أو لا يوافق، وهو ما أوجد داخله مشكلة نفسية، وها هو اليوم ينتقم من أبناء عمومته".
ولفت الأمير إلى أنه على تواصل مستمرّ مع غيره من أمراء آل سعود، ويصف العائلة الحاكمة بأنها في حالة من "الصدمة" بسبب توقيف واعتقال وإهانة عدد من كبار الأمراء.
وقال إن هؤلاء الأمراء ليسوا أحراراً حتى بعد الإفراج عنهم، فهناك أجهزة مراقبة مثبّتة على أرجلهم، كما أن هواتفهم المحمولة تخضع للمراقبة، فضلاً عن أنهم ممنوعون من السفر خارج السعودية، مشيراً إلى أنهم "يعيشون في وضع مهين للغاية".
وأشار الأمير خالد إلى أن حملة مكافحة الفساد كانت لأغراض سياسية، وذلك بهدف إزالة أي تحدٍّ قد يشكّله منافسون أكبر سناً وأكثر خبرة وشرعية.
وينتمي الأمير خالد إلى فرع الفرحان من العائلة المالكة السعودية، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، عندما كان فرحان واحداً من الإخوة الثلاثة لمحمد بن سعود، الذي جاء من نسله عبد العزيز الذي شكّل الفرع النافذ في العائلة.
وحاول عدد من كبار أعضاء العائلة المالكة إجبار الأمير المنشقّ على العودة إلى السعودية من أجل إسكاته، لكنه رفض.
وقد مُنح الأمير خالد اللجوء السياسي في ألمانيا بعد شهرين من وصوله إليها، وذلك لتخوّف السلطات الألمانية من تعرّضه للاختطاف. كما أخبرته المخابرات الألمانية أنه لا يمكن ضمان أمنه خارج البلاد، حتى لو سافر داخل الاتحاد الأوروبي.