أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-
ما كشفه مصدر دبلوماسي أمريكي مطلع لصحيفة "الراي"، عن لقاء "قصير جدا وعاصف" جرى قبل أيام بين الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، سفير الكويت في واشنطن، وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، والذي وصفته تقارير إعلامية بأنه ناقل أسرار البيت الأبيض إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو توضيح كبير لما قلناه مرارا عن الطريقة التي تتعامل بها الادارة الامريكية مع الخليج.
حيث تنظر الادارة لدول الخليج نظرة عبر عنها ترامب عندما خص السعودية تحديدا ووصفها بـ"البقرة الحلوب"!
ان الادارة الامريكية تنظر الى الخليج بانه يجب ان يكون تابعا مهما كانت تجاوزات الادارة وتخطي سياساتها من نطاق اللا مقبول الى نطاق اللا معقول.
واي تمرد او محاولة لجعل الامور في نطاق المعقول تقابل بعاصفة غضب تعكس وتكشف حقيقة هذه الادارة، وهو ما يتطلب وقفة خليجية شعبية ورسمية.
بحسب المصدر، نقل كوشنر خلال اللقاء انزعاج الإدارة الأمريكية من موقف الكويت في مجلس الأمن تجاه مخارج الحلول للأوضاع المتأزمة في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح المصدر أن كوشنر عاتب الشيخ سالم، وقال له إن التصرف الكويتي في مجلس الأمن أحرجه شخصيا أمام مسؤولي الإدارة "وأمام دول صديقة لأمريكا تدعم جهودنا لحل الأزمة، وأنتم تعرفون أنني شخصيا تعهدت لكثيرين بأن الكويت لا تدعم الإرهاب".
وأضاف المصدر أن كوشنر كشف خلال اللقاء أنه كان يعمل والسعودية ومصر على بيان مشترك عربي أمريكي يتعلق بالأوضاع في غزة، وأنه لم يكن يعلم "أن الكويت خارج الإجماع العربي، مع أنها تدعي أنها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن …أنتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية".
كوشنر صهر ترامب والمعروف بناقل الاسرار لابن سلمان، هنا لا يمثل موقف امريكا وحدها وانما يمثل الموقف السعودي المتطابق مع امريكا، وهنا تتضح مقاربة جديدة مفادها ان امريكا والسعودية في طرف، واي دولة خليجيجية اخرى تختلف او تستقل ولو جزئيا هي في طرف اخر قد بصل الامر بينهم الى العداء!
هذه هي الحالة الخليجية الجديدة والتي استبدلت مجلس التعاون الخليجي كقوة اقليمية بالسعودية المستقوية بامريكا، كشرطي للخليج وللمنطقة ينفذ ويراقب تنفيذ الاوامر الامريكية مهما تخطت القانون الدولي، ومهما قامت بتصفية قضية العرب المركزية.
تحاول الكويت احداث بعض التمايز، كما تسعى لحل الازمة الخليجية، مما جعلها في مصاف الدول المنتقدة امريكيا والمرشحة للغضب الامريكي ان لم تعود مذعنة للشروط السعودية الامريكية.
من يرضى بذلك من دول الخليج سواء شعبيا او حتى رسميا؟ انها حالة مهانة واذعان غير مسبوقة في العلاقات الدولية، وتتطلب الى جانب ممارسات كثيرة اخرى وقفة لازمة.
ان الامور تتجه نحو الاعقد والاخطر وكل صمت على هكذا ممارسات يزيد من خطورة القادم، ولذا وجب الانتباه ووجبت وقفة سريعة.