ملفات » الطريف إلى العرش

بن سلمان يتصرف كمستبد بدولة بوليسية

في 2018/08/09

الواشنطن بوست الأمريكية- ترجمة منال حميد-

قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، إن على السعودية أن تفهم أن حقوق الإنسان والحريات الأساسية قيم عالمية، وليست ملكاً للملوك والديكتاتوريين ليقوموا بشكل عشوائي بمنحها أو منعها.

وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها، أن الرد السعودي القوي على كندا بسبب دعوتها للإفراج عن معتقلات سعوديات، محاولة سعودية لدفع العالم إلى النظر بالجانب الآخر وعدم رؤية ما يجري بالسعودية من اعتقالات وانتهاكات لحقوق الإنسان.

الجيد، كما تقول الصحيفة، أن وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، كتبت التغريدة التي دعت فيها إلى الإفراج عن سمر بدوي، شقيقة المدون السعودي رائف بدوي، الذي يقضي عقوبة السجن 15 عاماً عشر سنوات منها نافذة وخمس مع وقف التنفيذ بسبب إدارة موقع على شبكة الإنترنت كانت ينتقد فيه السلطة الدينية الصارمة في السعودية.

وبسبب تلك التغريدة، جاء الرد السعودي العنيف والمتمثل بطرد السفير الكندي، وقطع العلاقات التجارية والاستثمارية، ووقف خطوط الطيران، واستدعاء الطلاب السعوديين المبتعثين، والرسالة التي تريد أن توصلها الرياض للدول الأخرى هي: "اهتموا بأنفسكم واتركونا".

وتضيف الصحيفة أن ما تفهمه وزيرة الخارجية الكندية، بشكل صحيح، هو أن حقوق الإنسان والحريات الأساسية قيم عالمية، وليست ملكاً للملوك والديكتاتوريين ليمنحوها ويمنعوها متى ما يريدون.

للسعودية، بحسب "الواشنطن بوست"، ممارسات تمتد عقوداً طويلة تتنكر لحقوق الإنسان الأساسية للمواطنين وخاصة النساء، وتتعامل بقسوة مع بعض المنتقدين، علماً أن هذه التصرفات حساسة؛ ومن ثم فالتدخل فيها أمر مشروع لجميع الديمقراطيات والمجتمعات الحرة.

وترى الصحيفة أن محمد بن سلمان، الشاب الذي تولى ولاية العهد وأجرى سلسلة من التغييرات الاجتماعية في السعودية ويسعى لتحديث اقتصاد بلاده بعيداً عن النفط، لا يرى كيف تتقوض رؤيته المستقبلية عندما يلقي القبض على المنتقدين ويزج بهم داخل السجون ويتصرف مثل مستبد في دولة بوليسية.

وانتقدت الصحيفة الموقف الأمريكي الفاتر إزاء التصعيد السعودي ضد كندا، مؤكدة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب انسحبت بشكل كبير من دورها في الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان بالخارج.

من الرائع -تقول الصحيفة - أن نرى كندا تدافع عن حقوق الإنسان حتى لو كان ذلك على حساب علاقاتها مع السعودية، لكن يجب ألا تضطر إلى القيام بهذا الدور بمفردها، فهذا هو الدور التقليدي للولايات المتحدة للدفاع عن القيم العالمية، في كل مكان يتم فيه انتهاك هذه الحقوق.

ودعت الصحيفة وزراء مجموعة الدول السبع إلى إعادة نشر تغريدة وزيرة الخارجية الكندية، التي طالبت فيها السعودية بالإفراج عن الناشطات، وهذا أقل شيء يُفترض أن تقوم به الديمقراطيات القيادية.