ملفات » الطريف إلى العرش

هل تذهب السعودية إلى حكم آخر "السديريِّين السبعة"؟

في 2018/09/17

أحمد علي حسن – الخليج أونلاين

بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الحكم في 2015، عادت السلطة في السعودية إلى أحضان "السديريين"، وذلك بعد غيابها عنهم لعشر سنوات؛ فترة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز.

فالعاهل السعودي الحالي (81 عاماً) هو ثاني ملك سديري يتولى حكم السعودية، لكن التغيرات التي تشهدها المملكة عقب تولي محمد بن سلمان ولاية العهد قبل عام تقريباً، جعلت اسم الأمير أحمد بن عبد العزيز، مُطالباً به لاعتلاء سدة الحكم.

فقبل أيام أطلق مغرّدون سعوديون وسماً (هاشتاغ) عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بايعوا فيه الأمير أحمد لحكم السعودية التي تقود حرباً في اليمن ضد الحوثيين.

-من هم السديريون السبعة؟

و"السديريون" هو اسم يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، التي تنتمي إلى هذه القبيلة.

وكان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز هو أول السديريين الذين تولوا الحكم في المملكة، حيث تولى مقاليد الحكم في 13 يونيو 1982 بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد.

وظل بالحكم حتى وافته المنية مطلع أغسطس 2005، ليتولى خلفاً له الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأمه هي فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري.

وبعد وفاة الملك المؤسس في نوفمبر عام 1953، تعاقب على الحكم أبناؤه من  5 زوجات، حيث تولى السلطة خلفاً له نجله سعود وهو الابن الثاني من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور، ووالدته هي الأميرة ضحى بنت محمد العريعر.

وبتولي الملك سلمان الحكم عاد عرش البلاد مجدداً إلى السديريين، وأصبحت الأميرة حصة بنت أحمد السديري، الوحيدة من بين زوجات الملك المؤسس عبد العزيز، التي تولى اثنان من أبنائها حكم السعودية.

وحين تولى العاهل السعودي الحكم، أصدر سلسلة قرارات مهدت طريق الحكم أمام الجيل الثاني (أحفاد الملك عبد العزيز)، كان أبرزها تعيين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف (56 عاما) ولياً لولي العهد بالمملكة مع احتفاظه بمنصبه.

وهذا القرار منح بن نايف الفرصة ليكون أول من يتولى هذا المنصب من أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود، ثم أصبح ولياً للعهد بعد أشهر قليلة، قبل أن يعزله الملك سلمان ويعين ابنه بدلاً منه في يوليو 2017.

-آخر السديريين

في ضوء الانتقادات التي تتعرض لها الرياض بسبب قيادتها التحالف العربي الذي يخوض حرباً ضد الحوثيين في اليمن، تعالت الأصوات المبايعة للأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فالأسبوع الماضي شهد مظاهرة احتجاجية أمام منزل الأمير السعودي في العاصمة البريطانية لندن، طالب خلالها المتظاهرون  بضرورة تحميل الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد مسؤولية ما يجري بالمنطقة، في إشارة إلى التدخل السعودي في اليمن.

وردد هؤلاء عبارة "يسقط يسقط آل سعود، العائلة المجرمة"، وهو ما دفع الأمير إلى سؤالهم: "لماذا تقولون ذلك؟.. وما شأن كل العائلة بهذا؟ هناك أفراد معينون هم الذين يتحملون المسؤولية"، حسب ما ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وعندما سأل هؤلاء الأمير أحمد عمَّن يتحمل المسؤولية في التطورات التي تشهدها المملكة داخلياً وخارجياً، أجاب الأمير: "الملك (سلمان) وولي العهد (محمد)، وآخرون في الدولة (لم يسمّهم)".

وبعد ظهور فيديو التظاهرة انتشر هاشتاغ باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نصه: "نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكاً" فمن هو هذا الأمير؟

الأمير أحمد هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو ممَّن يطلق عليهم لقب السديريون السبعة.

وشغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 - 2012)، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسّس، ويُشار إليه على أنه أقوى المرشّحين لخلافة الملك سلمان، ويمثّل أكبر تهديد لطموحات محمد بن سلمان.

وتمكّن من مغادرة السعودية متوجّهاً إلى الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ ما عُرف بـ"مذبحة الأمراء" التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً، أبرزهم الوليد بن طلال، وعشرات الوزراء ورجال الأعمال.

وبغض النظر  عمَّا إذا كان الأمير أحمد سيظل على موقفه أم لا، فإن المقطع الأخير المتداول عنه يراه بعض المتابعين أقوى رد فعل من الأسرة الحاكمة ضد الملك سلمان ونجله منذ 2015.

كما أن الأيام المقبلة مهمة في سياق الصراع الداخلي السعودي في قصور الرياض، خاصة أن الأمير أحمد اقتيد للإقصاء من منصبه كوزير للداخلية عام 2012، بعدما كان يهيئ نفسه لولاية العهد.

وتم استبداله بابن شقيقه الأمير محمد بن نايف، قبل أن يفر إلى أوروبا أواخر العام الماضي، خوفاً من ملاحقة ولي العهد محمد بن سلمان.

ويبدو أن الأمير المنشق مستاء من السلطات والصلاحيات الواسعة التي باتت في يد ابن شقيقه ولي العهد، فقد كان واحداً من ثلاثة أعضاء من هيئة البيعة عارضوا تعيين بن سلمان، بل امتنع عن مبايعة ابن شقيقه عندما جرى تنصيبه ولياً للعهد.

وسبق للأمير أحمد أن رفض حضور حفلات استقبال رسمية دعا إليها شقيقه الملك سلمان، وعندما توفي شقيقهما عبد الرحمن بن عبد العزيز لم تُرفع سوى صورتين في حفل التأبين الذي دعا إليه.

وهاتان الصورتان كانتا لمؤسس المملكة عبد العزيز والملك الحالي سلمان، وكان واضحاً غياب صورة ولي العهد محمد بن سلمان، لدرجة أنه عندما انتشرت على نطاق واسع بذل "الذباب الإلكتروني" جهداً كبيراً للادعاء أن اللقطة كانت مزورة.

وتجنب حتى الآن الخوض في مصير أبناء أشقائه الذين ألقي القبض عليهم واحتجزوا في "الريتز كارلتون"، وكان بعضهم قد تعرض للتعذيب والمعاملة المهينة.

ولعله حظي بدرجة من الحماية الشخصية لكونه شقيق الملك، وهذا ما منحه حتى الآن الحرية في السفر إلى خارج المملكة إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن ربما يتغير وضعه الآن بعد ما صرح به في لندن الأسبوع الجاري.

ولدى الأمير أحمد أسباب شخصية للاستياء من الملك وابنه؛ فهو أصغر الأشقاء السديريين، وقد تم تجاوزه في مناسبتين اثنتين؛ إحداهما عندما شغل منصب ولي العهد، رغم أنه كان الأحق بذلك المنصب.