صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية- ترجمة منال حميد -
حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية من إقدام ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على إعدام رجال الدين المعتقلين، مؤكدة أن ذلك "سيهز عرش مملكة آل سعود".
وكان نشطاء حقوقيون ومسؤولون حكوميون قالوا إن السلطات السعودية تسعى لإنزال عقوبة الإعدام بحق ثلاثة من علماء الدين البارزين، في اختبار جديد للقانون "غير المكتوب" الذي أبقى حكام السعودية في السلطة حتى اليوم.
وفي إطار جهوده لـ"تحديث" المجتمع السعودي، احتجز بن سلمان عشرات النشطاء ورجال الأعمال ومسؤولين حكوميين وعلماء دين، وهو ما أدانته منظمات حقوقية دولية.
وتقول الصحيفة: إن "علماء الدين المعتقلين حالياً في السعودية من أشهر الشخصيات الدينية وأكثرها شعبية، ومن بينهم سلمان العودة الذي يتابعه نحو 14 مليون شخص على تويتر".
وأشارت إلى الداعية عوض القرني، وهو رجل دين معروف، وكذلك علي العمري، وهو واعظ تلفزيوني، مؤكدة أن هؤلاء يواجهون محاكمات بتهم، من بينها "التآمر على المملكة، ودعم الإرهاب"، حيث طالب الادعاء العام بإنزال عقوبة الإعدام بهم.
وبحسب مسؤول سعودي رفيع، فإن علماء الدين المعتقلين يخضعون للتحقيق؛ "لكونهم يشكلون خطراً على المجتمع؛ لأنهم ينتمون إلى منظمات إرهابية، وولي العهد ليس له أي دور في إجراءات القضاء".
وادّعى أنه "لا يتم التحقيق مع أي شخص في السعودية بسبب آرائه السياسية، وأن اعتقال هؤلاء (الدعاة) يتماشى مع حرص المملكة والمجتمع الدولي على بذل الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يعاني منه العالم"، على حد قوله.
وترى الصحيفة الأمريكية أن الملاحقات القضائية للدعاة جاءت بعد تحركات واسعة من بن سلمان للوصول إلى عرش المملكة، حيث طرد ابن عمه محمد بن نايف الذي كان ولياً للعهد، كما اعتقل أي شخص يعارضه.
غير أن اعتقال علماء الدين قد يحوّل الرأي العام السعودي ضد حكام المملكة، ويقوي شوكة العناصر المتزنة من العائلة الحاكمة التي لا ترضى بأفعال بن سلمان.
وتنقل الصحيفة عن علي الشهابي، مدير المؤسسة العربية المدعومة سعودياً ومقرها واشنطن، قوله إن ولي العهد يريد أن يخبر علماء الدين في المملكة بأن "القواعد قد تغيرت الآن"، مستدركاً: "لكن، أعتقد أن الرياض لن تمضي في موضوع إعدام علماء الدين".
ويرى نشطاء وحقوقيون أن اعتقالات علماء الدين في السعودية تتم بأثر رجعي؛ حيث إن أغلبهم متهم بالانتماء إلى جماعات إسلامية لم تكن محظورة وقتها.
ويقول جيم كرين، زميل مركز الشرق الأوسط في معهد "بيكر": "إذا أراد محمد بن سلمان الفوز بالعرش (حكم السعودية)، فعليه أن يتحمل النقد".
وسلمان العودة، كما تقول الصحيفة، سبق أن اعتُقل خمس سنوات بعد أن رفض الوجود الأمريكي في السعودية عقب الغزو العراقي للكويت، وأُفرج عنه بعد ذلك وتحوَّل إلى قائد للإصلاح الاجتماعي والسياسي في البلاد.