الخليج أونلاين-
تتسع دائرة معارضي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد، على خلفية تنصيب الأخير ولياً للعهد وما تبع تلك الخطوة من تغيرات داخل المملكة وخارجها.
قائمة المعارضين الجدد المتوقّعة أضافت لنفسها الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الذي شغل سابقاً منصب نائب وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السعودي، قبل أن يُعفى في 2013-2014.
الأمير سلمان (42 عاماً)، في نسب العائلة المالكة، هو زوج بنت الأمير أحمد بن عبد العزيز (شقيق الملك سلمان)، الذي يحمّل الملك وابنه ولي العهد الجديد مسؤولية ما يجري في السعودية.
فهذا الأمير المقيم بلندن، يقول عنه حساب "مجتهد"، المعروف بكشف أسرار العائلة الحاكمة، إنه أحد أثقل شخصيتين، إلى جانب عبد العزيز بن عبد الله الذي يقيم بفرنسا، وكلاهما على اتصال بالأمير أحمد.
لكن الأقرب إلى الأمير أحمد الذي بايعه كثيرون خلال الفترة الماضية، هو سلمان بن سلطان، وذلك بحكم المصاهرة، ولكونه يقيم معه بلندن، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى سلوك الصهر مع والد زوجته الذي يرفض ما يجري في السعودية.
من هو الأمير سلمان بن سلطان؟
وُلد الأمير سلمان في فبراير 1976، وشغل منصب نائب وزير الدفاع السابق بالمملكة، وهو الابن السادس من أبناء ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود.
ووالدته هي الأميرة "صيتة بنت جويعد الدامر العجمي"، وهو متزوج بالأميرة "فلوة بنت أحمد بن عبد العزيز آل سعود"، ولديه بنت وولدان.
في سجلّه العسكري، عُيِّن الأمير سلمان برتبة "ملازم" عام 1996، في قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي التابعة لوزارة الدفاع والطيران، وكان قائد فصيل في مجموعة الدفاع الجوي الرابعة حتى عام 1999.
بعدها تمت ترقيته إلى رتبة "ملازم أول"، ونُقلت خدماته للعمل بالملحقية العسكرية بسفارة المملكة في واشنطن عام 2000.
وآنذاك، صدر توجيه سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، للملحقية العسكرية السعودية في واشنطن بتكليفه العمل بمكتبه في السفارة اعتباراً من 2003.
وبعدها بفترة قصيرة، صدر أمر ملكي بإنهاء خدمته من السلك العسكري برتبة "نقيب"، وتعيينه على وظيفة "وزير مفوض/ب" بالمرتبة الثالثة عشرة في وزارة الخارجية.
وشهد عام 2006 صدور قرار من مجلس الوزراء بتعيينه على وظيفة "وزير مفوض/أ" بالمرتبة الرابعة عشرة في وزارة الخارجية، حسبما جاء في وسائل إعلام سعودية.
وفي عام 2011، تم تعيينه مساعداً للأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الأمنية والاستخباراتية بالمرتبة الممتازة، قبل أن يُعفى من منصبه عام 2013، ويُعيَّن نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير، لكنه استقال بعدها بعام.
سلسلة هذه المناصب المهمّة -كما يصفها "مجتهد"- صنعت للأمير سلمان علاقات داخل العائلة المالكة وخارجها، وهو ما يمكن أن يستفيد منه في مواقفه الموازية للأمير أحمد.
وفي سلسلة تغريدات، يصف "مجتهد" الأميرَ سلمان بأنه "من المحافظين (نسبياً) والأذكياء (نسبياً)"، مستدلاً على ذلك بأنه "استشرف تفرُّدَ بن سلمان بالسلطة ونيَّته السيئة تجاه بقية الأسرة".
وكما يقول الحساب، فإنه "اتخذ احتياطات بهدوء، حمى بها نفسه وعائلته الخاصة ومستقبله، وأبقى خطاً قوياً مع الأمير أحمد رغم تظاهره بالبيعة".
ويضيف في سرد الأدلة المتعلقة بـ"ذكائه"، أنه "لا ينوي العودة للبلد (السعودية) في المستقبل المنظور، وتمكّن من تجديد علاقاته السابقة، خاصة مع المؤسسات الأمريكية التي تتحفظ على جنون (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب".
ويشير "مجتهد" إلى نجاح هذا الأمير في توثيق صِلاته مع أخواله "العجمان" (إحدى قبائل السعودية) الذين تعلَّم منهم طريقة التعامل مع البادية وكسب القبائل، و"عرف من خلالهم بعض خطط (محمد) بن سلمان السيئة"، على حد وصفه.
الأمير أحمد
ولا بد من الإشارة إلى المظاهرة الاحتجاجية التي اندلعت أمام منزل الأمير السعودي أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق العاهل السعودي، في العاصمة البريطانية، الأسبوع الماضي، وحمو الأمير سلطان.
وخلالها طالب المتظاهرون بضرورة تحميل الملك سلمان وولي عهده مسؤولية ما يجري داخل المملكة، في إشارة إلى التغيرات الحاصلة، وخارجها في إشارة إلى التدخل السعودي باليمن.
المتظاهرون رددوا عبارة "يسقط يسقط آل سعود، العائلة المجرمة"؛ وهو ما دفع الأمير إلى سؤالهم: "لماذا تقولون ذلك؟ وما شأن كل العائلة؟ هناك أفراد معيَّنون هم الذين يتحملون المسؤولية"، حسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وعندما سأل هؤلاء الأمير أحمد عمَّن يتحمل المسؤولية عن التطورات التي تشهدها المملكة داخلياً وخارجياً، أجاب الأمير: "الملك (سلمان) وولي العهد (محمد)، وآخرون في الدولة (لم يسمّهم)".
وبعد ظهور مقطع فيديو للتظاهرة، انتشر وسم (هاشتاغ) باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نَصُّه: "نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكاً".