ملفات » الطريف إلى العرش

المونيتور: السعودية لم تعد مستقرّة في ظل تهوّر بن سلمان

في 2018/09/25

بروس ريدل-  المونيتور- ترجمة منال حميد-

اعتبر الكاتب الأمريكي، بروس ريدل، أن حصار دولة قطر من قبل السعودية هو بمنزلة كارثة سياسية خارجية أخرى ضمن قرارات ولي العهد محمد بن سلمان المتهوّرة، التي أدّت إلى انهيار مجلس التعاون الخليجي.

وقال ريدل خلال مقال له في موقع المونيتور الأمريكي الشهير عبر الإنترنت، الاثنين، إن بن سلمان انتقد كل من عارض حصار دولة قطر، إضافة إلى أن سجلّه حافل بالقرارات المتهوّرة، سواء داخل المملكة أو خارجها.

ورأى ريدل أن الوضع في السعودية أصبح أكثر هشاشة في ظل ولي العهد بن سلمان، الذي يُعتبر هو الحاكم الفعلي للبلاد.

وكشف الكاتب أن بن سلمان يقضي معظم أيامه على متن يخته الذي اشتراه بنحو نصف مليار دولار، ويرسو حالياً في جدة، فهو قصر على هيئة يخت، إذ تماثل مساحته مساحة ملعب لكرة القدم، بالإضافة إلى العديد من المزايا الأخرى، وهو أيضاً يمنحه القدرة على الهروب تحت أي ظرف.

وبيّن الكاتب أنه في حال موت الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، سيكون المرشّح لخلافته ابنه، ولكن توليه المنصب سيفتح الباب واسعاً على تنازع على السلطة يمكن أن يكون عنيفاً.

وقال: "خلال نصف القرن الماضي، لم يكن استقرار السعودية موضع شك فعلي، خاصة بعد أن قام الملك فيصل بإخراج شقيقه الفاسد من العرش عام 1964، وكان خط الخلافة داخل العائلة السعودية واضحاً وليس موضع تنازع".

وتابع: "في ظل الملك فيصل نما الاقتصاد، وخاصة بعد قرار رفع حظر بيع النفط الذي اتُّخذ عام 1973، وارتفاع أسعاره بشكل كبير، وحتى اغتيال فيصل لم يعطل مسيرة الاستقرار".

وأضاف: "بعد دخول مجموعة من المتعصّبين إلى الحرم المكي عام 1979 تمكّنت السعودية من مواجهة هذا الهجوم والتعامل معه، ومع بدايات القرن العشرين وعقب تفجيرات 11 سبتمبر التي شنّها تنظيم القاعدة، وما تبع ذلك من هجمات نفّذها التنظيم داخل السعودية، نجحت الرياض في مواجهة هذا التحدي بقيادة محمد بن نايف والأجهزة الأمنية".

وأوضح أنه "بعد ثورات الربيع العربي عام 2011 لم تتأثّر السعودية بها كثيراً، خاصةً مع إنفاق الملك الراحل عبد الله، 130 مليار دولار كزيادات ورواتب وغيرها لشراء أي معارضة".

وبيّن أنه في ذلك الوقت كانت التحدّيات كبيرة أمام عائلة آل سعود، ولكن العائلة كانت متماسكة، وتدخّلت السعودية عسكرياً في البحرين لضمان هدوء الخليج.

واستطرد بالقول: "ومع صعود الملك سلمان بن عبد العزيز، في العام 2015، انقلب على خط الوراثة في تداول الحكم؛ فأبعد مقرن الأخ غير الشقيق، وأبعد محمد بن نايف من ولاية العهد، وعين ابنه ولياً للعهد، وهي تغييرات أدّت إلى حدوث حالة تنافر شديد داخل العائلة السعودية الحاكمة.

حرب اليمن 

وعن الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن بقرار من ولي العهد، يوضح الكاتب أنها باتت مثل كرة النار التي يحاول الكل التخلّص منها.

ويستشهد الكاتب الأمريكي ريدل بمقطع الفيديو الأخير الذي انتشر للأمير أحمد بن عبد العزيز في لندن، عندما سُئل عن حرب اليمن وقال إن الملك وابنه يتحمّلان مسؤولية تلك الحرب.

ولا يتوقّع الكاتب نهاية قريبة للحرب في اليمن، خاصةً مع إطلاق الحوثيين صواريخ عابرة للحدود، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من سكان القرى الحدودية السعودية لإخلاء مناطقهم.

وبلغ عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على العمق السعودي نحو 200 صاروخ، وصلت إلى العاصمة الرياض، حسب المونيتور.

وخلقت الحرب أوضاعاً مُزرية في اليمن، فبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر هذا الشهر، فإن ثلاثة أرباع اليمنيين معرّضون لسوء التغذية والمرض، و8 ملايين شخص لا يعرفون إن كانوا سيحصلون على وجبتهم القادمة أم لا، وهي الفئة التي تعاني من سوء التغذية، حسب الكاتب.

ورأى الكاتب أن الحصار السعودي هو استراتيجية محمد بن سلمان، ويستحقّ المساءلة عليها. وأنتجت الحرب التي يقودها في اليمن ردّ فعل معادياً للسعودية في جميع أنحاء العالم.

ويرى أن السعوديين يحتاجون إلى دعم أمريكي ودولي لإنهاء الحرب في اليمن، خاصةً مع وصول تكلفتها شهرياً إلى نحو 5 مليارات دولار، ومن ثم فإن واشنطن لن تقدّم طوق الإنقاذ لحليفهم السعودي قبل أن يوقف محمد بن سلمان المأساة الحاصلة في اليمن.

وعلى الصعيد الداخلي، يؤكّد الكاتب أن عملية اعتقال كبار الأثرياء والتجار ورجال الأعمال والأمراء، في نوفمبر الماضي، أدّت إلى هروب كبير لرؤوس الأموال وتراجع الاستثمار الأجنبي.

كذلك أدّت تلك الخطوات، حسب الكاتب، إلى اهتزاز الثقة بالاقتصاد السعودي، خاصةً مع وقف الملك سلمان خطة طرح أرامكو السعودية التي أرادها ابنه.

وبيّن أن التغييرات التي قادها الملك وتعيين ابنه ولياً للعهد أحدثت حالة تنافر شديد داخل العائلة السعودية الحاكمة.

وحول الهجوم الأخير في الأحواز بإيران، يوضح الكاتب أن الكثير من التكهّنات تشير إلى وجود علاقة بين السعودية ومنفّذي الهجوم الذي استهدف قوات الحرس الثوري الإيراني.

ويستمدّ الكاتب مؤشرات تورّط السعودية بالهجوم من إعلان ولي العهد محمد بن سلمان بأنه يريد محاربة إيران داخل إيران، مؤكداً أن الهجوم سيؤدّي إلى تأجيج الصراعات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة وداخل المملكة تحديداً.

وبعد كل هذه الأزمات التي خلقها بن سلمان، أوضح الكاتب الأمريكي ريدل وجود قلق لدى رؤساء الولايات المتحدة على استقرار السعودية لم يكن منذ عهد الرئيس جون كينيدي.