واشنطن بوست- ترجمة منال حميد -
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، هو الذي نسَّق للعلاقة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمملكة العربية السعودية، فلقد سبق له أن وثّق العلاقة مع ولي العهد الصاعد، محمد بن سلمان، وأدّى كوشنر دوراً كبيراً في أن تكون أول زيارة لترامب عقب تولّيه المنصب إلى الرياض.
واليوم يبدو أن كوشنر يواجه عواقب رهانه على ولي العهد السعودي؛ بعد أن تحدّثت تقارير استخباريّة أمريكية أن محمد بن سلمان طلب جلب الكاتب الصحفي السعودي المقيم في الخارج، جمال خاشقجي، قبل حادثة اختفائه في القنصلية السعودية بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الجاري، وسط تقارير تركية تحدَّثت عن مقتله بطريقة بشعة على يد فريق من الخبراء الأمنيين السعوديين الذين وصلوا إلى القنصلية خصيصاً لهذا الغرض، بحسب ما تذكر الصحيفة الأمريكية.
وتابعت الصحيفة أن التحالف الأمريكي السعودي يتعرَّض الآن للخطر؛ بسبب حادثة اختفاء خاشقجي، وأيضاً يبدو أن العلاقة بين كوشنر (37 عاماً) وبين بن سلمان (33 عاماً) ستتعرَّض لهزات كثيرة بسبب تلك الحادثة، رغم أن بعض المصادر أشارت إلى أن كوشنر لا ينوي أن يدير ظهره لولي العهد السعودي، حتى بعد أن هدَّد ترامب الرياض بعقوبات قاسية.
يقول جيمسي سي أوبريتر، سفير الولايات المتحدة السابق في السعودية، إن ترامب وإدارته على حبل مشدود الآن "وسنرى كيف يؤدّيان".
يعتقد ترامب وصهره كوشنر أن الشراكة مع بن سلمان حقَّقت أرباحاً كبيرة؛ فلقد تعهَّدت السعودية بشراء أسلحة بقيمة مليارات الدولارات، فضلاً عن موقف السعودية المساند للمواجهة مع إيران، ومحاربة التطرّف في جميع أنحاء العالم.
وتضيف الصحيفة: "احتفل كوشنر بمحمد بن سلمان؛ بوصفه من سيحدّث المجتمع السعودي وينمّي الاقتصاد، فلقد سمح للمرأة بقيادة السيارة، كما أن بن سلمان وعد بدفع عجلة السلام مع الإسرائيليين إلى الأمام".
يقول ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي في عهد باراك أوباما: "عندي شعور أن ترامب وصهره وضعوا كل بيضهم في سلّة السعودية وراهنوا عليها لمساعدة الولايات المتحدة، ليس في مجال الإرهاب فقط، وإنما أيضاً في التعامل مع مشروع السلام في الشرق الأوسط".
وتشير واشنطن بوست إلى اعتراض الاستخبارات الأمريكية لمكالمات ناقش فيها مسؤولون سعوديون خططاً لإجبار خاشقجي على العودة إلى السعودية، ويعتقد المسؤولون أن تلك المؤامرة يقف وراءها ولي العهد، محمد بن سلمان نفسه، ولكن لم يتم إطلاع كوشنر عليها قبل اختفاء خاشقجي، بحسب شخصين على علم بالموضوع.
ويقول مسؤولون سابقون في شؤون الأمن القومي إنه لن يكون وارداً إطلاع كوشنر، بوصفه أحد مستشاري الرئيس، على تلك المكالمات، إلا في حال وجود ضرورة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن كوشنر سأل ولي العهد عن تورّطه بقضية خاشقجي فنفى ذلك.
يقول منتقدو إدارة ترامب إن كوشنر كان ساذجاً بشكل خطير لأنه وضع ثقته بمحمد بن سلمان، الذي سمح لنفسه بالتلاعب في سلطات الملك ويتعامل مع الأجانب، غير أنه قاسٍ في توطيد سلطته داخل السعودية.
وتنقل واشنطن بوست عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية قولهم إنهم كانوا يراقبون صعود ولي العهد، "لقد تأكّد لنا أنه شخص ساذج وعديم الخبرة وطموح، ولكن غير مؤهَّل لتولّي منصب في دولة عظمى، كان يمكن أن نسمع ذات الصدى لدى كوشنر، لقد كان أميراً متعطّشاً للسلطة".
وترى الصحيفة الأمريكية أن كوشنر يواجه اليوم عواقب اختياره لمحمد بن سلمان، بوصفه مصلحاً وقادراً على أن يحقّق مصالح الولايات المتحدة وأن يكون عرّاب السلام مع إسرائيل، خاصة في حال ثبت أنه يقف وراء اختفاء خاشقجي.