صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية-
كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في عددها الصادر، الخميس، أن هيئة البيعة بالسعودية تنظر حاليا في إجراءات تعيين ولي لولي العهد الحالي، يرجح أن يكون "خالد بن سلمان"، السفير الحالي للمملكة في واشنطن، والذي كان قد غادها، منذ أيام، وقيل إنه لن يعود إليها مجددا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، نقلا عن مصدر دبلوماسي فرنسي، وآخر في الرياض (لم تسمهما)، أن هيئة البيعة في السعودية كانت مجتمعة بشكل مستمر، خلال الساعات الماضية للنظر في مصير ولي العهد "محمد بن سلمان"، والذي باتت تحوم حوله الشبهات في قضية اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والتي تحولت إلى قضية دولية مزعجة لحلفاء المملكة.
وأوضح أن إجراءات تعيين ولي لولي العهد بدأت بالفعل، منذ أيام، وبأعلى درجات الاهتمام والسرية، وذلك مع تزايد الضغوط الدولية على السعودية على خلفية قضية "خاشقجي".
ونقلت "لوفيغارو" عن مصدرها الموجود في الرياض قوله إنه "إذا تم تعيين الأمير خالد بن سلمان كولي لولي العهد، فإن ذلك يعني أن شقيقه محمد بن سلمان سيغادر منصبه في المدى المتوسط. مما يعني أن فرع عائلة سلمان سيحتفظ بالسلطة، وتلك هي أولوية الملك".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه إذا قامت هيئة البيعة بتعيين ولي لولي العهد من فرع آخر غير فرع الملك "سلمان"، فإن ذلك يعني أن "محمد بن سلمان" سيحتفظ بالسلطة في نهاية قضية "جمال خاشقجي" المظلمة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن "محمد بن سلمان" (33عاما) منذ تم تعيينه وليا للعهد، قام تقريباً بوضع كل السلطة – الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية – تحت قبضته، على الرغم من أن البعض يرون أن صوت والده الملك (83عاما) عاما لا يزال مسموعاً، وهو ما رأيناه خلال بعض القضايا المثيرة للجدل، مثل صفقة القرن أو خصخصة شركة النفط "أرامكو".
وتخلص "لوفيغارو" إلى أن ولي العهد السعودي، بكسره للتوافق بين أمراء الصف الأول، المنحدرين من الفروع المختلفة للعائلة الحاكمة – الذين سبق له أن وضع البعض منهم في السجن- فإنه خلق لنفسه الكثير من العداوات داخل عائلة آل سعود، وأيضا في صفوف الحرس الوطني- الجيش البدوي القوي، الذي تم فصل قائده الأمير "متعب" ابن الملك السابق "عبد الله"، العام الماضي.
وتضيف أن لدى "بن سلمان" أيضا الكثير من الأعداء خارج حدود المملكة، بسبب قصف اليمن وحصاره لقطر وتقاربه مع (إسرائيل).