وكالات-
أبدت أوساط إسرائيلية قلقها على مصير ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وما يمكن أن تتسبب فيه قضية قتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، من القضاء على وعود الانفتاح على (إسرائيل) وتمرير "صفقة القرن".
وقال محرر الشؤون العربية في القناة العاشرة العبرية "حيزي سيمنطوف"، إن "بن سلمان ظهر الآن كشخص عديم المسؤولية ومتهور ومصاب بجنون العظمة ولا يردعه أي شيء".
وانتقدت المتخصّصة في الشؤون العربية، "شيمريت مئير"، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ولي العهد السعودي، قائلة: "بنظره، اقتصاد حي يمكن أن يسير في موازاة حكم استبدادي يلائم الثقافة السياسية المحلية. مقابل خصومه، أثرياء فاسدون وأبناء عم منافسون في القصر وناشطو حقوق إنسان أو صحفيون نقديون مثل خاشقجي، يستخدم بن سلمان القوة بلا حدود، بهدف كسر المعارضة أو ردع آخرين".
وأضافت: "ولي العهد يلحق أضرارا أكثر من الفوائد التي يجنيها، وبتهوره يشكل خطرا على استقرار المملكة"، مؤكدة أنه "لن يكون بعد الآن المحرك الذي سيفرض صفقة القرن على الفلسطينيين".
وتابعت: "ربما شاهد بن سلمان أفلاما أمريكية كثيرة، ولعب كثيرا بألعاب الفيديو، لكن انعدام خبرته لم تمكنه من التقدير بشكل صحيح التحولات الإعلامية في الغرب. نشهد اليوم سقوطه، من فتى الغلاف في العالم الغربي، إلى تصويره في الأيام الأخيرة كديكتاتور وكخطر على سلامة المنطقة".
وعبر البروفيسور في جامعة تل أبيب، "أيال زيسر"، عن قلقه في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" قائلا: "الكثير في الغرب تفاجأوا من ولي العهد السعودي بن سلمان، المتورط حتى عنقه بقتل الصحفي في تركيا. وهذه القضية حطمت بالكامل صورة الزعيم المتطور والمتنور، وطرحت علامات استفهام ثقيلة حيال رجاحة الرأي ومدى الحنكة لدى الرجل الذي يقود السعودية اليوم".
وأضاف: "تبين أكثر من مرة أن ولي العهد متهور وغير متزن، في حربه على اليمن واختطاف سعد الحريري، على سبيل المثال".
ووصف ما حدث داخل القنصية السعودية في إسطنبول بأنه "لعب بالنار"، مشددا على أن "من يدعي أنه ينتمي إلى العالم المتنور عليه أن يتبنى جزءا من قواعد اللعبة وعالم القيم الغربية، والأهم من ذلك أن عليه إبداء الحذر الزائد والحنكة، ولم يحدث شيء من هذا في القنصلية في إسطنبول".
وعبر كذلك محلل الشؤون الدولية في موقع "واللا" الاستخباراتي، "أورِن نهاري"، عن خيبة أمله في ولي العهد، قائلا: إنه "ليس لديك (بن سلمان) من يمكن اتهامه بقتل خاشقجي، فأنت وجه النظام، والسعودية هي الحالة الوحيدة التي فيها الملك يعرف أقل من ولي العهد.. أنت تقود الدولة والمقرر.. هكذا يؤمن العالم كله على الأقل".
وأضاف، موجها حديثه لـ "بن سلمان": "هكذا أنت أقنعت الغرب، وحصلت على رصيد، وهكذا أنت تبعثره.. الثقة تتلاشى بسرعة، وعندما يحل انعدام الثقة مكان الثقة لا توجد طريق للعودة".
وأضاف: "هذه ليست عملية تسميم ذكية بمادة مشعة خلال وجبة عشاء في لندن، وإنما خلية أرسلت على عجل من أجل قتل إنسان وتقطيع جثته داخل مبنى قنصلية بلاده".
وتشير تقارير إلى أن مسؤولين أتراكَ أبلغوا نظرائهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل "خاشقجي" داخل القنصلية.
وتجري السلطات التركية عملية بحث موسعة عن جثة "خاشقجي" المختفي منذ زيارته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.