سيمون تيسسدال- الغارديان البريطانية- ترجمة منال حميد -
قال الكاتب في صحيفة الغارديان، سيمون تيسسدال، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ظهر بصورة "شبه ديكتاتور" وإنه "مستبد مخيف"، وذلك في أعقاب عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأكد تيسسدال أنَّ قتل خاشقجي أضرَّ كثيراً بسمعة ولي العهد السعودي في الغرب، وهو الذي كان يحرص على أن يظهر بمظهر المصلح الاجتماعي والاقتصادي، وبذل في سبيل ذلك الكثير.
وأضاف الكاتب أن الرواية التي قدمتها الرياض لمقتل خاشقجي "متأخرة وغير كاملة"، ومن المؤكد أنها لن تُقنع أحداً من منتقدي بن سلمان أو أصدقاء خاشقجي؛ "فهي عبارة عن رواية تسعى لتشويه الحقائق".
وبالنسبة لحكومات الغرب والولايات المتحدة، فإن هذه الرواية يمكن أن توفر لها -كما يقول الكاتب- فرصة للخروج من أزمة دبلوماسية، يمكن أن تهدد وتعطل العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الواسعة مع الرياض، لكن السؤال الأهم هو: هل يمكن أن تبتلع هذه الكذبة؟
ويقول الكاتب: "لقد كان واضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يعتبر بن سلمان محور سياساته بالشرق الأوسط، يبحث عن مَخرج له، وأنه كان يريد نزع فتيل الأزمة، لكن محاولاته لم تنجح".
ويضيف: "احتاج ترامب إلى قصة أكثر إقناعاً، وكان وزير خارجيته، مايك بومبيو، في السعودية الأسبوع الماضي؛ لدفع السعوديين لتقديم رواية مقنعة".
ويؤكد أن بومبيو أقنع ولي العهد السعودي بالاعتراف بمقتل خاشقجي وتقديم رواية مقنعة لذلك؛ خشية تضرر سمعته وسمعة بلاده أكثر.
ويتابع الكاتب: "لقد حاول بن سلمان، غير أن جهوده لم تكن مقنعة. الرواية التي أعلنتها السعودية تصطدم بالكثير من الوقائع على الأرض، كما أنها كانت تضج بالكثير من التناقضات التي يمكن أن تنسفها خلال دقائق".
وبيَّن أن لا أحد يمكنه تصديق أن تتم عملية تصفية أو حتى موت مفاجئ لخاشقجي دون علم بن سلمان؛ فالرجل هو الحاكم الفعلي للسعودية، ومنذ مجيئه عمل على تكريس سلطاته بعيداً عن الجهات الأخرى داخل الدولة.
لذا، فإن الكاتب يرى أن "من الصعب اعتقاد أن اثنين من كبار المسؤولين أو المستشارين المقربين من بن سلمان، واللذين تمت إقالتهما، هما اللذان أمرا بتلك العملية".
ويصف الكاتب وليَّ العهد السعودي بأنه "أقوى رجل في السعودية، وأنه مستبد مخيف وشبه ديكتاتوري؛ ومن ثم فإنه سيكون أول من يعرف بعملية كالتي جرت لخاشقجي".
ورأى أن الساعات المقبلة ستُظهر المزيد من التفاصيل عن القضية، "رغم أن ترامب استغل البيان السعودي واعتبره دليلاً على أن هناك قتلة مارقين نفذوا العملية".
واعتبر أن الرئيس الأمريكي استثمر الكثير في ولي العهد السعودي؛ ومن ثم فإنه من غير المتوقع أن يسمح له بالرحيل، كما أن ترامب "لا يبدو صديقاً جيداً للصحفيين، ولا يهتم كثيراً بالصحافة وحريتها".
وبقي الأمل في الأنظمة والديمقراطيات الغربية التي ستعيد النظر في علاقاتها مع الرياض في ضوء مقتل خاشقجي، لكن الأمر في النهاية سيعتمد على الإشارة التي قد تصل لها من واشنطن.
ويختتم الكاتب بقوله: "لقد أنهت قضية خاشقجي مزاعم بن سلمان ومحاولته إظهار نفسه بمظهر المصلح. لقد تناثرت سمعته وبات من الصعب الدفاع عنه عند أي نظام ديمقراطي، كما أنها كشفت عن افتقار السعودية والعالم العربي إلى حرية التعبير، وحاجتهما للإعلام الحر، وهو ما كان ينادي به خاشقجي في آخر مقال له نُشر بصحيفة واشنطن بوست".