ملفات » الطريف إلى العرش

أسوشيتد برس: اغتيال خاشقجي لن يحرم بن سلمان العرش

في 2018/10/23

أسوشيتد برس- ترجمة علي النجار -

قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه من غير المرجح، أن تعيق أزمة اغتيال الكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية السعودية بإسطنبول، وصول ولي العهد "محمد بن سلمان" إلى العرش.

غير أن تلك الأزمة، وفقا للوكالة، سوف تلحق ضررا يتعذر إصلاحه في علاقة الرياض مع الحكومات والشركات الغربية، ما يعرض خطط الإصلاح الطموحة للخطر .

ولفتت الوكالة، إلى أن قتل "خاشقجي"، على يد مسؤولين سعوديين في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، داخل قنصلية السعودية بإسطنبول، أثار غضب دوليا، وبرز كأكبر أزمة في رحلة الصعود السريع لولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، المشوه السمعة بالفعل؛ بسب شنه حرب كارثية في اليمن، واستهداف رجال الأعمال والناشطين.

وأشارت إلى أن الأمير كان يأمل يحشد الدعم العالمي، لجهوده إصلاح اقتصاد بلاده المعتمد على النفط، لكن نظام بلاده الملكي يواجه عقوبات محتملة بالقتل.

وأوضحت الوكالة، أن المملكة هددت بالرد على أي إجراء عقابي يفرض عليها، لكن المحللين يقولون إن استخدام المملكة لسلاحها الرئيس المتمثل في النفط، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، ويجعل أهداف ولي العهد الاقتصادية بعيد المنال.

ونقلت الوكالة، عن الباحث في معهد "رويال يونايتد سيرفسيز" للأبحاث في بريطانيا "مايكل ستيفنز"، قوله إن "القضية الآن، تتمثل في كيفية تنسيق الحكومات الغربية بالرد على السعودية، وإلى أي مدي هم راغبون في التصعيد بشكل منسق".

وتساءل: "هل تعتبر العقوبات المالية كافية لتوجيه رسالة إلى السعودية بأن هذا لن يحدث مرة (حادثة خاشقجي)".

وتابع "ستيفنز" أن "البعض قد يشعر البعض أن العقوبات المالية غير كافية، في حين البعض الأخر مثل الأمريكيين، قد يشعرون بأنها العقوبات المالية أمر مبالغ فيه (مفرط)".

وأشارت الوكالة، إلى أن أزمة "خاشقجي"، تسببت في إعفاء مساعدين بارزين، ومقربين من ولي العهد، من مناصبهم، كما تم اعتقال 18 متورطا آخرين، لكن "بن سلمان"، نفسه، يحميه والده الملك، البالغ من العمر 82 عاما، وتم تعيينه ليقود لجنة لإصلاح أجهزة المخابرات بالمملكة، وهذا علامة أنه سوف سيخلف والده في الجلوس على العرش.

وذكرت، أنه من حق الملك أن يقوم بعمل تغير في خط تولي العرش، كما فعل عندما عين ابنه وليا للعهد، متجاوزا بذلك الاجماع الملكي المعمول به في السابق.

غير أن أي اعتراض مباشر لخلافة "محمد"، قد يعمل على زعزعة استقرار المملكة ككل، وفقا لـ"سينزيا بيانكو"، وهي محللة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط.

وأضافت "بيانكو"، لكونه شابا ومقرب جدا من والده، فإن هناك فرصة لتقييد سلوكه، بتأثير من والده، والجهات الفاعلة الأخرى في جميع أنحاء العالم.

وأشارت إلى أن هذا فقط مادام والده في السلطة، أما أذا اعتلي الأمير "محمد" العرش، فإنه يمكن أن يكون في السلطة لعقود، أطول من أي ملك أخر منذ تأسيس البلاد في عام 1932، بما في ذلك الملك الأول "عبدالعزيز آل سعود".

وتري الوكالة، أنه يبدو أن الإعفاءات والاعتقالات التي أعلنتها المملكة على خلفية اغتيال "خاشقجي"، تعد بمثابة إقرار من العائلة المالكة بمدي خطوة الأزمة.

فيما قال مدير الشرق الأوسط لدى مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية "أيهم كامل": "بينما قد يكون من السابق لأوانه تقييم رد فعل المجتمع الدولي، لكن تحركاته يمكن قراءتها على أنها إشارة أولية خطيرة أن القيادة السعودية يجب تصحح المسار.

وأضاف أنه على الرغم من التكهنات بأن الأزمة تؤشر بنهاية "بن سلمان"، فإن ما أعلنت عنه الحكومة السعودية مؤخرا، تثبت أن "الملك لا يزال يعتقد أن الخط الحالي للخلافة مناسب لتولي العرش من بعده".