ملفات » الطريف إلى العرش

تليغراف: بن سلمان صار معزولا.. وعلى السعودية البحث عن بديل

في 2018/10/24

روبرت ليسي - تليغراف- ترجمة شادي خليفة -

في مقاله بصحيفة "تليغراف" البريطانية، دعا الكاتب والمؤرخ البريطاني "روبرت ليسي" صاحب كتاب "المملكة من الداخل"، العائلة الحاكمة في السعودية إلى البحث عن بديل لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، قائلا إنه لم يعد من الممكن القبول به في الغرب.

وقال "ليسي" إنه من الصعب على أحد أن يصدق التفسير السعودي بأن "جمال خاشقجي" الخجول والمسالم قد يؤذي أي شخص بكلمة، ناهيك عن الاشتباك مع 15 من البلطجية القادمين من الرياض لحرمانه من حياته. فقد تكون أفكار "جمال خاشقجي" نارية، لكن طبعه وأسلوبه كانا سلميين، حتى لو كانا مختلفين.

وتساءل "ليسي" بالقول: هل سافر هؤلاء السعوديون إلى تركيا لمجرد استجواب "جمال"، ثم إعادته إلى المملكة قسرا (وهو في حد ذاته مسألة غير قانونية)؟ وفي هذه الحالة، لماذا تجلب منشار عظم وعالما في الطب الشرعي وظيفته تشريح الجثث، كما زعمت المصادر التركية؟ وأين هي الجثة التي نتجت عن هذا الشجار الذي لا يصدقه أحد؟

وكانت وسائل الإعلام العالمية قد استنتجت أن ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"، هو الرجل الذي أمر بهذا بعملية القتل. ويتساءل "ليسي" في هذه الحالة حول سبب إيكال الملك "سلمان" لنجله مهمة التحقيق في القتل؟

ويرصد "ليسي" ظهور إشارات مشجعة للتغيير من الرياض في البداية، بداية من إرسال الأمير "خالد الفيصل"، حاكم مكة، إلى تركيا لتولي ملف "خاشقجي" ومرورا باستدعاء الأمير "خالد بن سلمان"، البالغ من العمر 30 عاما، وهو الابن الأصغر للملك، الذي ترك انطباعا جيدا كسفير سعودي في واشنطن، ومع تكهنات بترقيته ومنحه دورا أكبر في المملكة، أو حتى الاستعانة خلق دائرة تشاورية يمكن أن تقلل من قوى الضغط حول "محمد بن سلمان".

وقال "ليسي" إن هذه الدوائر التشاورية تمثل الأسلوب التقليدي الذي عمل به "آل سعود" تاريخيا عبر صناعة عملية جماعية لصناعة القرار والتوفيق بين القوى المتخاصمة داخل العشيرة التي يبلغ قوامها 6 آلاف شخص.

ولكن منذ وصوله إلى السلطة في يونيو/حزيران 2017، نقض "محمد بن سلمان" البالغ 33 عاما هذه الآليات الجماعية بقوة، وركز القوة في يديه لدرجة أثارت استياءً كبيرا. وكان الناس قد بدأوا يتساءلون حول تداعيات هذه السلطة المطلقة منذ حادث إسطنبول، ولذا ربما يخطط الملك للعودة إلى الطريقة القديمة، والأكثر أمانا.

ويرصد "ليسي" أن ذلك التوجه التشاوري لم يستمر لفترة طويلة حيث استعاد "سلمان" ملف "خاشقجي" من "خالد الفيصل"، ووضعه في يد "محمد بن سلمان"، ليلعب ولي العهد دور الخصم والحكم مرة أخرى في قضيته.

ويخلص "ليسي" أن قوة "بن سلمان" لن تستمر طويلا بعد أن دمرت سمعته في الغرب تماما بعد قتل "خاشقجي"، داعيا "آل سعود" التفكير جديا في من سيخلف الملك "سلمان".

وبختتم "ليسي" مقاله متسائلا: فهل ستقبل أي بلد غربي ديمقراطي الترويج من جديد لـ "بن سلمان" وتقديمه للجماهير؟ وهل سيقوم أي رئيس وزراء بريطاني، على سبيل المثال، بدعوة هذا الأمير (أو الملك في المستقبل) لمصافحته أمام الكاميرات، ضاربا بعرض الحائط  ذكرى "جمال خاشقجي" ومصيره؟