الخليج الجديد-
"لا تعولوا كثيرا على النائب العام السعودي.. فهو مدخلي".. تعليق كثر اقتباسه على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، عندما تحدث الرئيس التركي "رجب طيب أروغان"، عن زيارة الأحد، للمسؤول السعودي إلى تركيا، لبحث تحقيقات اغتيال الكاتب "جمال خاشجقي".
التيار الذي يمثله "المعجب"، يرى في كل من يقوم بانتقاد الحاكم أو السلطان، خوارج ومبتدعة في الدين، تجب معاداتهم ومحاربتهم ويجوز قتلهم، حيث أن الهدف الرئيسي عند "المداخلة" يتمثل في إنهاء الفرقة في الأمة والتفافها حول سلطانها.
من هو "المعجب"؟
شغل "المعجب" مناصب قضائية، أبرزها رئاسة محكمة الأحوال الشخصية في الرياض، وعضوية كل من المحكمة الجنائية والمجلس الأعلى للقضاء.
يروي "المعجب"، أنه كان يتردد على مجالس الملك "سلمان" قبل توليه حكم المملكة، وأن شخصيته تأثرت بحزمه وبعزمه.
النائب العام السعودي، يُعد الذراع القانوني لـ"بن سلمان"، والذي عول عليه كثيرًا في العديد من التحقيقات، وتوجيه الاتهامات لمن ألقي عليهم القبض منذ توليه حكم المملكة.
"المعجب"، هو الوحيد تقريبا بالتعاون مع الإعلام السعودي، من تصدروا الحملة على الدعاة والأكاديميين والإعلاميين والكتاب، التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2017، عندما روج أن هؤلاء المعتقلين اذين تم إخفائهم قسريا، بدون أي سند قانوني، "خونة تآمروا على الملك والمملكة لصالح جهات أجنبية".
فمع مطلع سبتمبر/أيلول 2018، وبعد عام من بدء الحملة على الدعاة، أحال "المعجب" بعضا منهم إلى محاكمات سرية، كان أبرزها مع الداعية "سلمان العودة"، ليوجه له 37 تهمة تتعلق بالإرهاب والتطرف، ويطالب بمعاقبته تعزيرا بالإعدام.
كما طالب بإنزال عقوبات قاسية على كتاب وإعلاميين واقتصاديين تتهمهم الرياض بالتطرف والتواصل مع جهات خارجية.
الريتز كارلتون
وبينما تعاطى ولي العهد ومستشاره حينها "سعود القحطاني" مع الشق السياسي والإعلامي للحملة، كان لا بد من ظهور النائب العام في شقها الجنائي، حيث أصدر بيانات تتهم المعتقلين بالفساد.
لكن النائب العام المتأثر بشخصية الملك والمعتز جدا بثقة ولي العهد، لم يوجه للأمراء والنافذين تهما رسمية، وإنما أسبغ الصفة القانونية على صفقة أبرمتها معهم السلطة: إطلاق سراحهم مقابل المليارات بعد أن فقدوا مناصبهم ونفوذهم في مواجهة "بن سلمان".
اعتقال الناشطين
عجز "المعجب" عن توجيه تهمة حقيقة لهؤلاء الناشطين والناشطات، دفعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الحقوقية، للقول إنّه "يبدو أنّ (الجريمة) الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء تكمن في أنّ رغبتهم برؤية النساء يقدن السيارات، سبقت رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذلك".
خاشقجي
"المعجب" خرج برواية لمقتل "خاشقجي"، رفضها العالم، حين قال إن الوفاة تمت نتيجة "شجار"، دون أن يفصح عن مكان الجثة، قبل أن يعلن توقيف 18 شخصا، على خلفية الواقعة.
وبين الروايتين، ظهر الاارتباك في النيابة، وتغيرت الروايات على لسان مصدر مطلع، بتصريحات للصحافة الأجنبية، فتحول القتل من الشجار، إلى القتل بالخنق، وانتهاء بتأكيد التخطيط المسبق للجريمة، وهو ما يشير إلى ما ذهب إليه الناشطون، إلى أن بيانات النيابة، تكتب من القصر، وليس على "المعجب" إلا التوقيع عليها وإصدارها باسمه.
"المعجب"، حسب مراقبين، لن يكون سفره لإسطنبول من أجل تبادل الحقائق والتحقيقات حول قضية مقتل "خاشقجي"، لافتين إلى أن "المعجب"، لا يستطيع أن يجيب على الأسلئة التي طرحها "أردوغان"، حول من أمر بقتل "خاشقجي"، وأين جثته؟.
<p style="\"text-align:" justify;\"="">ولن هذه الزيارة، حسب المراقبين، ستكون لدارسة الوضع القانوني كاملًا في المقام الأول، ومعرفة ما ورد في التحقيقات التركية، التي قد يتورط بها أشخاص غير الـ18 متهمًا، وعلى رأسهم "بن سلمان".