ملفات » الطريف إلى العرش

لماذا محمد بن سلمان؟.. سؤال يتجدد

في 2018/10/29

سعيد الفرحة الغامدي- المدينة السعودية-
المرحلة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط من بداية القرن الحادي والعشرين اجتاحت أمواجها معظم الدول العربية وبقيت دول الخليج العربي باستثناء قطر صامدة. الشعوب راضية نسبيًا والقيادات تستجيب للمطالب بواقعية مستفيدة من تجارب الآخرين التي لم ينل الشعوب منها إلا الدمار والتشريد وانعدام الأمن والاستقرار، وأصبحت سيادتها وحدودها الجغرافية مهددة بالتقسيم. العراق وسوريا وليبيا واليمن أمثلة لاجدال فيها.

القيادة السعودية ببعد نظر ورؤية مستقبلية قررت الانتقال المنظم إلى قيادة الجيل الثالث، والملك سلمان المعاصر والمشارك في كل التطورات التي مرت بها المملكة من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى أن أصبح ملكًا وخادمًا للحرمين الشريفين على نهج أسلافه ارتأى بحنكة ونفاذ بصيرة البدء بعهد جديد، ووقع اختياره على ابنه محمد بن سلمان لولاية العهد، الذي رأى فيه كل مواصفات القيادة التي ستُحدث نقلة نوعية بروح وثّابة وطاقة وطموح شبابي، وقد لفت ظهور الأمير محمد بن سلمان أنظار المراقبين والمحللين في الداخل والخارج بما يحمله من وعد لإحداث النقلة النوعية التي تحتاجها المنطقة العربية وتكون منصة انطلاقها الجزيرة العربية وأرض الحرمين الشريفين بكل ما تحظى به من الاهتمام والروحانية الدينية لعامة المسلمين في كل مكان من العالم.

رؤية 2030 التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان أحدثت دهشة عالمية بطموحها وأبعادها التنموية الكبيرة، وما تعنيه لشعب المملكة والمنطقة العربية التي لم تشهد إلا خيبات الأمل بعد فشل الربيع العربي إذ أصبحت المنطقة أسوأ مما كانت عليه، وعدد من الدول العربية فقدت مقومات الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار وسيادتها الوطنية في مهب الريح.

بعد تدخل الملك عبدالله لإنقاذ مصر من قبضة الإخوان ارتفعت حدة المعارضة السياسية ضد المملكة حتى من أمريكا المتقلبة في توجهاتها نحو المنطقة، وهنا تكمن عقدة التناقضات والمعايير المزدوجة، ينادون بالإصلاح وعندما يبرز شخص مثل محمد بن سلمان يُقدم على التغيير بحماس وشجاعة ملفته، تتغير مواقفهم. المعارضة من الخارج بعيدون عن نبض الواقع لأنهم يعيشون في أبراج عاجية في المنفى الاختياري ولم يقدموا للوطن إلا المصاعب بمواقفهم السلبية التي يعتقدون أنها ستغير الوضع الراهن بالريموت كونترول، ونسوا أو تجاهلوا ما حصل للعراق عندما جاء التغيير على دبابة أمريكية وأدى إلى الخراب والسيطرة الإيرانية.

حادثة جمال خاشقجي مؤلمة ولم يكن لها مبرر، يستغلها كل المعادين للمملكة ظنًا منهم أنهم يستطيعون إفساد التلاحم والوحدة الوطنية الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار في المنطقة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.

نجاح مؤتمر مبادرة الاستثمار الذي كان أعداء النجاح يراهنون على تأجيله أفسد عليهم اللعبة، وأداء ولي العهد محمد بن سلمان في المؤتمر سبّب لكل أعداء المملكة صدمة لأن حلمهم تبدد على يد الأمير الشجاع الذي تعلم اللعبة السياسية وأجاد فن استخدامها.

قتل جمال خاشقجي -كما قال ولي العهد- كان مؤلمًا وغير مبرر ومن ارتكب الجريمة سوف تناله العدالة وينال العقاب فلماذا الغرب بقضه وقضيضه يستغل قضية ما زالت قيد التحقيق لكي يُعيق مشاريع المملكة التنموية ويسعى لتحقيق ذلك من خلال الهجوم الظالم على محمد بن سلمان؟!، والحمدلله أن الشعب السعودي واعٍ ويدرك ما يُحاك ضد قيادته ويرفض كل ما يمس أمن واستقرار وطنه العلامة الفارقة بتميز في العالم عربيًا وإسلاميًا. ولعل ما حصل يكون شرارة تُوقد شعلة مرحلة جديدة تُخرج الوطن والمواطن من حلقات الاعتماد على الغير! حفظ الله أرض الحرمين الشريفين وقيادتها وأمنها واستقرارها.

وفي الختام إن خيار شباب المملكة العربية السعودية يعلق آمالاً كبيرة على محمد بن سلمان وأي محاولة من الخارج لن تغير قناعة الشعب السعودي الذي يرفض أي تدخل في شؤونه.