وول ستريت جورنال- ترجمة أسامة محمد-
توحد الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية صفوفها لحماية النظام الملكي من عاصفة من الانتقادات بعد مقتل الصحفي المعارض "جمال خاشقجي" في قنصلية المملكة في إسطنبول.
ووفقا لتأكيدات أعضاء ومقربين من العائلة الحاكمة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يبدو أن موقف ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" وريث العرش آمنا حتى الآن.
ولكن مع تصاعد الضغوط الدولية، يقوم الملك "سلمان" بدور أكثر فاعلية في الحكومة، وهناك أيضا مؤشرات على أن الملك وولي عهده صاروا أكثر انفتاحا للاستماع إلى أصوات من العائلة المالكة، بعد أن أمضيا سنوات في العمل على تركيز السلطة في يد الأمير الشاب.
في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، عاد أحد الأخوة الأصغر للملك، الذي عارض ترقية "بن سلمان" إلى ولاية العهد وهو الأمير "أحمد بن عبدالعزيز"، إلى المملكة العربية السعودية في خطوة اعتبرها أشخاص مقربون من العائلة المالكة والمسؤولون الأجانب محاولة لدعم النظام الملكي.
وقال أحد كبار أفراد العائلة المالكة لـ"وول ستريت": "هناك رغبة في إظهار توحد العائلة، هناك درجة من الخوف والهلع هنا".
وقد أدت وفاة "خاشقجي" -الذي قتل على يد فريق من رجال الأمن السعوديين في 2 أكتوبر/تشرين الأول- إلى توتر علاقات الرياض مع القوى الأجنبية بما في ذلك أهم حليف لها، الولايات المتحدة.
وقد ضغطت هذه الحادثة على ولي العهد الذي أشرف منذ أن عين في العام الماضي على حملة ضد معارضيه، في الوقت الذي يتبع فيه خطة لإعادة تشكيل اقتصاد بلاده المعتمد على النفط وتخفيف بعض القيود الاجتماعية المحافظة.
وقد فقد اثنان من أقرب مساعدي الأمير عملهما بسبب الاشتباه في تورطهما في المؤامرة، ومن المتوقع أن يتم تهميش أو التخلص من المزيد من مستشاري الأمير، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.
وقد نفى المسؤولون السعوديون بشدة أن يكون ولي العهد على علم بالعملية.
وقد ندد "بن سلمان" علانية بالقتل ووصفه بأنه "حادث بشع"، وتعهد بمقاضاة الجناة.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، هناك استياء داخل العائلة المالكة وإحباط من العثرات الشديدة للأمير الشاب، لكن أفراد العائلة يقولون إن إبعاده سيجعل الأمور أكثر سوءا.
وقال أحد أفراد العائلة المالكة: "نحن لا نحب أسلوبه وهو يهز المملكة بطريقة جريئة للغاية، لكن إقالته ستزيد الأمور سوءًا".
ويخشى كثيرون من أن إعادة فتح موضوع الخلافة في وقت الأزمات يخاطر بزعزعة استقرار النظام الملكي وإضعاف قبضته على السلطة.
وهناك القليل من الأمراء في وضع يمكنهم من تحدي القيادة، ومنذ العام الماضي، أسكت الملك وابنه الجميع، بل احتجزوا بعض أبرز أمراء الأسرة الحاكمة.
وفي حين نأى حلفاء السعودية الغربيون بأنفسهم عن قيادة المملكة في أعقاب الأزمة، وقف آخرون إلى جانبها حيث أقام الملك "عبدالله" ملك الأردن ورئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" - وكلاهما مستفيد من المساعدات السعودية - في فندق ريتز كارلتون بالرياض الأسبوع الماضي لعقد مؤتمر للمستثمرين برعاية ولي العهد.
وكذلك فعل الأمير "الوليد بن طلال"، الذي كان قد سجن في فندق ريتز العام الماضي كجزء من حملة مكافحة الفساد التي قادها ولي العهد، ابن عمه.