ملفات » الطريف إلى العرش

التذرع باستقرار السعودية لدعم بن سلمان فاقد للمصداقية

في 2018/11/06

وكالات-

"عند اتخاذ قرار بشأن دعم ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) ينبغي على إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) أن تستمع أكثر إلى وزير دفاعها وأقل إلى قادة إسرائيل ومصر"..

قدم الكاتب الصحفي "بوبي غوش" الخلاصة السابقة في مقال نشرته وكالة بلومبرغ الأمريكية، الإثنين، مؤكدا أن ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الذي يربط بين استقرار السعودية وكبح إيران من جانب وبين "بن سلمان" من جانب آخر، غير صحيح.

وذكر المقال أن هناك أسبابا قد تدفع الولايات المتحدة لدعم ولي العهد السعودي، خاصة إذا فتح تحقيقا في اغتيال "خاشقجي" وباشر الإصلاح وأوقف الحرب في اليمن، لكن الاستقرار ليس واحدًا منها.

فالحفاظ على الاستقرار عبارة قديمة وفاقدة للمصداقية تماما، تم نشرها لدعم طغاة الشرق الأوسط على مدى عقود، ونادراً ما استخدمت للدفاع عن حاكم سعودي، حسبما يرى "غوش".

أسرة مستقرة

ويستدل الكاتب على رأيه بأن الأسرة السعودية الحديثة حكمت منذ عام 1932، ونقلت السلطة بسلاسة من حاكم لآخر، ونجت من جميع أنواع الزلازل السياسية، من محاولات الانقلاب إلى تحدي الإسلام السياسي، إلى التأثير المزعزع للاستقرار للثورة الإيرانية عام 1979، والهجوم على المسجد الحرام بمكة في العام ذاته.

ولفت "غوش" إلى ان علاقة السعودية بالولايات المتحدة عانت أيضا من ضغوط كبيرة، مثل صدمة حظر النفط في السبعينيات، وهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن، غير أن ذلك لم يؤثر على استقرار المملكة.

ويؤكد الكاتب أنه من غير المحتمل أن يؤدي تغيير أي حاكم لبلد في الشرق الأوسط إلى خلق حالة من عدم الاستقرار، أو تهديد التحالف مع الولايات المتحدة.

 فلماذا يروج "السيسي" و"نتنياهو" إذن لدعم "بن سلمان" استنادا إلى هذه الحجة؟

دعم الانقلاب

في حالة الرئيس المصري، يشير "غوش" إلى اعتياد المدافعين عنه في القاهرة وواشنطن على التذرع بالاستقرار لتبرير دعم الولايات المتحدة الأمريكية له.

كما أن "السيسي" يشعر أنه مدين للأسر السعودية المالكة بتأييد انقلاب عام 2013 الذي أوصله إلى السلطة، ولذا دعم مغامرات "بن سلمان" في المنطقة، بما في ذلك الحرب في اليمن وحصار قطر، حتى أنه تنازل عن أراض متنازل عليها للسعوديين (جزيرتي تيران وصنافير)، الأمر الذي أثار استياء العديد من المصريين.

أما ترويج "نتنياهو" لحجة الاستقرار في دعمه لـ "بن سلمان" فهو أكثر إثارة للدهشة، حسب ما يرى "غوش".

كبح إيران

صحيح أن العلاقات الإسرائيلية السعودية تحسنت بشكل كبير منذ أن تولى "بن سلمان" زمام الأمور في بلاده، بسبب شعور كلا الدولتين بالتهديد من النفوذ الإيراني العدواني المتزايد في المنطقة، لكن أهداف (إسرائيل) في هذا الملف لا تعتمد على ولي العهد السعودي لهذا السبب بالذات.

فالخوف من إيران مؤسسي وليس فرديا، وسابق على صعود "بن سلمان" بوقت طويل، وسيدوم، ومن غير المتصور أن يتبنى أي ملك سعودي موقفاً مختلفاً تجاه الجمهورية الإسلامية.

كما أن زراعة "تنياهو" المذهلة لعلاقات إقليمية، كان يُعتقد أنها مستحيلة، جرت بشكل مستقل عن "بن سلمان" ولا تعتمد على الدعم الأمريكي له، وفقا للمقال.

 ففي الشهر الماضي، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العاصمة العمانية (مسقط) للقاء السلطان "قابوس"، وفي نفس الأسبوع كانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري ريغيف" بدبي في زيارة تضمنت جولة في المسجد الكبير.

بل إن أي فحص منطقي لسياسات "بن سلمان" قد يقود (إسرائيل) وإدارة "ترامب" إلى استنتاج أنه قوض جهود كبح إيران بالحرب في اليمن وحصار قطر، وكلاهما قسم العالم العربي، واستنزف الموارد العسكرية والسياسية.

وبهذا المفهوم فإن ولي العهد السعودي، يمثل تقويضا للاستقرار الإقليمي، كما أشار وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" تعليقا على اغتيال "خاشقجي"، وهو التقييم الذي يراه "غوش" معبرا عن حقيقة "بن سلمان".