ملفات » الطريف إلى العرش

حلفاء بن سلمان وإعلامه يغرّدون خارج سرب الملك.. ماذا يحصل؟

في 2018/12/07

وكالات-

أثارت الدعوة التي وجّهها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لحضور القمة الخليجية في الرياض، جدلاً واسعاً وردود فعل متباينه؛ لكونها الأولى منذ حصار قطر عام 2017.

وفي حين اعتبرها البعض مؤشراً على قرب انتهاء الأزمة الخليجية، سارع مسؤولون في دول الحصار محسوبون على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للتقليل من شأنها.

وفيما نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، والكويتية "كونا"، يوم الثلاثاء الماضي، خبر الرسالة التي سلّمها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لوزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، لم تتطرّق وكالة الأنباء السعودية "واس" للخبر.

واللافت أن رسالة الملك سلمان جاءت عقب قرار الدوحة الانسحاب من "أوبك"؛ بسبب ما اعتبره مراقبون "هيمنة السعودية عليها"، كما توقّع محللون أن تكون هذه الخطوة مقدمة لخروج قطر من مجلس التعاون الخليجي.

كما سبق الرسالة أيضاً تصريحات لوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وصف فيها الوضع الحالي لمجلس التعاون الخليجي بالمؤسف؛ في ظل افتقاده القدرة على التأثير.

كما أبدى الوزير تشاؤمه من إمكانية استرداد المجلس لدوره مستقبلاً في ظل الوضع الحالي، قائلاً: "ما يحدث لمجلس التعاون الخليجي أمر مؤسف؛ لأنه كان أكثر الهياكل استقراراً في المنطقة".

- جوقة متناغمة

وفي ما يُشبه "الجوقة" سارع المسؤولون من حلفاء بن سلمان في دول الحصار لمهاجمة قطر، والذي بدا وكأنه خروج على إرادة الملك السعودي.

وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، كان أول من سارع للتقليل من شأن رسالة الملك سلمان، وقال في لقاء له مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أمس الأربعاء: إن "التمثيل القطري في القمة الخليجية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية لا يهمّنا"، لافتاً إلى أن "وجود هذا التمثيل من عدمه سيان".

وأضاف: "لا أحد ينظر لموقفنا من قطر. ما قمنا به هو ردة فعل تجاه ما قامت به قطر وما تنتهجه"، متسائلاً: "هل قطر تنتمي لمجلس التعاون؟"، بحسب تعبيره.

أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، اعتبر أن قمة مجلس التعاون في الرياض والرئاسة العُمانية القادمة لها مؤشر على أن مجلس التعاون -وبرغم "أزمة قطر"- مستمر، ودلالة على نجاح المجلس الأساسي في جوانبه الاقتصادية بخلق سوق خليجي مشترك.

ورأى قرقاش أن "الواقعية السياسية الحالية مكّنت مجلس التعاون من استمرار عمله، فالاجتماعات التقنية والإدارية والفنية مستمرة، وبالمقابل عانى الجانب الاستراتيجي والسياسي في ظل شذوذ المنظور القطري عن المصلحة الجماعية، (فيما) الحرص المسؤول للرياض وأبوظبي والمنامة على المجلس تاريخي"، بحسب وصفه.

وفي موقف لافت خرج محمد دحلان، السياسي الفلسطيني ومستشار ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، عن صمته، وانضمّ إلى جوقة حلفاء بن سلمان، حيث اتهم الدوحة بالعمل على "تدمير مجلس التعاون الخليجي".

وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بدوره عاد من جديد لطرح الشروط الـ13 لإنهاء الأزمة الخليجية، والتي رفضتها قطر لكونها تنال من سيادتها، وذلك بعد ساعات من الرسالة.

- حجر على والده

وتعكس مواقف دول الحصار من الدعوة موقف ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يُتهم بأنه مهندس الأزمة الخليجية.

وعلى الرغم من أن الملك سلمان هو من يحدّد السياسات الداخلية والخارجية للمملكة، فإن نجله هو "الحاكم الفعلي" للبلاد ومن يتحكم في شؤونها، وقد ظهر ذلك في مواقف عدة.

أبرز هذه المواقف عقب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، حيث حاول قادة المجتمع الدولي الفصل بين بن سلمان وأبيه الملك في أكثر من مناسبة خلال توجيه الاتهامات له بالضلوع في الجريمة.

كما كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، في نوفمبر الماضي، أن بن سلمان عزل والده في قصر مخصّص شيّده في مدينة "نيوم" شمال غربي المملكة، وبات هو المتحكّم بجدول أعمال الملك.

ومن بين المواقف المدلّلة على ذلك أيضاً أن الملك سلمان عرف عن تداعيات مقتل خاشقجي من التلفاز وليس من خلال نجله، بحسب ما ذكرت "نيويورك تايمز"، في أكتوبر الماضي.

يُشار إلى أن قطر طلبت علناً وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى حل للأزمة، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، إلا أنها لم تثمر عن أي تقدم حتى الآن.