ملفات » الطريف إلى العرش

الرياض تريد أن تُنسي العالم جريمة خاشقجي

في 2019/01/26

واشنطن بوست- ترجمة منال حميد-

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السعودية تريد أن تُنسي العالم جريمة قتلها الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي لقيت قضيّته تركيزاً دولياً على مدار أشهر مضت.

وقال الصحفي إيشان ثارور، في تحليل إخباري له، بعد مقتل خاشقجي وُضعت السعودية تحت المجهر العالمي وصولاً إلى الكونغرس الأمريكي، إضافة إلى بيانات الاحتجاج والتنديد من عواصم عالمية أخرى.

وأكد أن "الجريمة أدّت إلى تلطيخ صورة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي أشارت تقارير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أنه هو المسؤول عن عملية القتل".

وأضاف: "وقف السعوديون بوجه اللوم الدولي، مستندين لدعم كبير حصل عليه بن سلمان من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبالنسبة إلى أوروبا فإن اللوم بدأ يتناقص، خاصة مع حرص تلك العواصم على صفقات السلاح مع السعودية".

ورأى الكاتب أن "العالم على ما يبدو قد بدأ مرحلة ما بعد خاشقجي في التعامل مع السعودية، وكان ذلك واضحاً في منتدى دافوس، الذي عُقد في سويسرا الأسبوع الماضي".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس السويسري، أولي مورير، قوله إن بلاده ندّدت بجريمة مقتل خاشقجي، لكنها خلال منتدى دافوس قرّرت تطبيع العلاقات مرة أخرى مع الرياض.

السعوديون خلال منتدى دافوس شعروا بالثقة بإمكانية أن يتجاوز العالم الجريمة، خاصة أن العديد من اللقاءات مع الوفد السعودي ومسؤوليه عُقدت على هامش المنتدى، ولم يكن هناك ما يعكّر صفوها.

وسعى الوفد السعودي المكوّن من كبار الرؤساء التنفيذيين للحديث عن إصلاحات ولي العهد السعودي، وعدم التركيز على قضية خاشقجي، معتبرين أن القضية بمنزلة حجر عثرة في طريق تلك الإصلاحات.

وقال محمد الكويز، رئيس هيئة الأسواق المالية السعودي، في تصريح لوكالة "رويترز"، إنه كمواطن يشعر بالرعب الشديد بسبب ما حدث، "لكن ينبغي ألا يكون بلد من 30 مليون شخص رهينة حدث مهما كان شنيعاً".

تلك الدعوات التي انطلقت من أعضاء الوفد السعودي لم تكن مرحّباً بها من قبل النشطاء والحقوقيين، فقد رد كينيث روث، رئيس منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بالقول: "كان على دافوس ألا يغفل عن حالة حقوق الإنسان بالسعودية".

من جهته اعتبر ديفيد مليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، أن "قضية خاشقجي تأتي كنتيجة للتراجع الأخلاقي لإدارة ترامب، الأمر الذي شجّع المستبدين على التصرّف بشكل سيئ".

 ويرى كومي نايدو، رئيس منظمة العفو الدولية، أن عدم إثارة قضية مقتل خاشقجي في منتدى دافوس له آثار سلبية على هذا المنتدى وصورته الدولية.