ملفات » الطريف إلى العرش

بن سلمان يعزز الشراكة مع باكستان بـ20 مليار دولار

في 2019/02/18

متابعات-

"باكستان دولة عزيزة على الشعب السعودي بكافة أطيافه.. وستصبح قوية قريباً، وسنكون شركاء كما كنا دوماً.. وقد وقعنا اتفاقيات مشتركة بقيمة 20 مليار دولار"..

هكذا استهل ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، تصريحاته خلال زيارته الرسمية الأولي لإسلام آباد منذ أن أصبح وريث العرش في 2017، والتي تعد أيضا ثاني زيارة خارجية له في سياق محاولات الخروج مما يصفها مراقبون بـ"عزلة خاشقجي"، في إشارة إلى اتهامات بتورط مسؤولين في المملكة بقتل الصحفي السعودي الراحل في قنصلية الرياض بإسطنبول.

وأضاف بن سلمان: "نعمل على توسيع الشراكة الاقتصادية، ومن بينها قطاع السياحة، كلنا ثقة بالمستقبل المشترك والمشرق بين السعودية وباكستان".

وفي هذا السياق، ذكرت قناة "العربية" السعودية، أن "بن سلمان" ورئيس وزراء باكستان "عمران خان"، شهدا الأحد، توقيع 8 اتفاقيات بين البلدين قيمتها 20 مليار دولار.

وتضم الاتفاقيات 3 مذكرات تفاهم للاستثمار في قطاعات النفط، والطاقة المتجدّدة، والمعادن، خلال الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي لباكستان، وشملت الاتفاقيات مصفاة أرامكو في ميناء جوادر الباكستاني بقيمة 10 مليارات دولار، وهي من الأكبر في العالم.

وتبلغ قيمة الاستثمارات المتضمنة في الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وباكستان في مختلف القطاعات، 20 مليار دولار.

11111111

وقال وزير خارجية باكستان "شاه محمود قرشي" لقناة (بي.تي.في) الحكومية: "هذه الزيارة التي تستغرق يومين بإذن الله ستبدأ فصلا جديدا في علاقات باكستان والسعودية... سنبدأ شراكة اقتصادية استراتيجية".

22222222

وفي الشهور الأخيرة ساندت السعودية الاقتصاد الباكستاني بتدعيم الاحتياطيات الأجنبية المتناقصة بسرعة بقرض قيمته 6 مليارات دولار، الأمر الذي أتاح لإسلام آباد فرصة لالتقاط الأنفاس في مفاوضاتها على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

وقال "مشرف زيدي" الزميل الباحث في مركز" تبادلاب" الباكستاني المتخصص في دراسات السياسات العامة العالمية والمحلية، إن "ما يحدث في هذه العلاقة هو تجديد لالتزام باكستان بالمساعدة في حماية الأسرة الحاكمة والنظام القائم في السعودية".

وتابع: "وفي الجانب الآخر هناك تطمين بأن السعودية لن تواصل فحسب العمل كصديق استراتيجي يساعد في دعم الوضع المالي في باكستان عند الضرورة، بل ستصبح مشاركة في الاستثمار على نطاق أوسع في باكستان".

من جانبها وصفت وسائل الإعلام الباكستانية زيارة ولي العهد السعودي لإسلام آباد بالتاريخية، مشيرة إلى أن "بن سلمان" حظي بترحيب حار وحافل، حيث أرسلت طائرات مقاتلة باكستانية لترافق طائرة الأمير "محمد"، وعند وصوله تم إطلاق 21 طلقة.

واستقبل رئيس الوزراء "عمران خان"، وقائد الجيش الباكستاني "قمر جاويد باجوا" ولي العهد على السجادة الحمراء في مطار عسكري في روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد.

وذكر موقع "تريبيون إكسبريس"  الباكستاني، أنه منذ الأسبوع الماضي تجري الاستعدادات لزيارة الضيف السعودي على قدم وساق، حيث تم عمل تجديدات في مقر إقامة "بن سلمان"، كما وصلت طائرتان  من طراز C-130  تحملان 8 حاويات تمتلئ بالمتعلقات الشخصية لـ"بن سلمان"، بما في ذلك سيارات بي إم دبليو الفئة السابعة، وسيارات تويوتا لاند كروزور V8 SUV .

ونقل الموقع عن مصادر، أن مواد غذائية ولوازم نظام تم جلبها من المملكة العربية السعودية لضمان تمتع ولي العهد بإقامة مريحة، كما تم حجز على الأقل 750 غرفة في أفضل 8 فنادق في العاصمة للحاشية الملكية، كما خصصت الحكومة حوالي 300 تويوتا لاند كروزر برادو الفخمة لتكون في خدمة الوفد الملكي السعودي.

وتأتي جولة "بن سلمان" في وقت تواجه فيه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية مقتل "خاشقجي"؛ حيث أعلنت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018 مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحفي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى السعودية؛ ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة، ومطالبات بتحديد مكان الجثة، ومن أمر بتنفيذ الجريمة.