متابعات-
أعلن البيت الأبيض أن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، بحث عملية السلام بالشرق الأوسط، التي باتت تُعرف بـ"صفقة القرن"، في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، وذلك بعد ساعات من مباحثات مماثلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنقرة.
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان مقتضب، أمس الأربعاء، إن كوشنر والمسؤولين السعوديين "ناقشوا -بناء على المحادثات السابقة- تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وجهود إدارة الرئيس دونالد ترامب الساعية إلى تسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ورافق كوشنر كلٌّ من المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والممثل الأمريكي الخاص إلى إيران براين هوك.
وهذا أول اجتماع لكوشنر مع الملك السعودي ونجله منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول بأكتوبر الماضي.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن كوشنر تجاهل التطرق إلى قضية خاشقجي خلال لقائه مع بن سلمان، مضيفة أن اللقاء يعد استمراراً لجهود كوشنر، الذي عمل -حسب تقارير سابقة- خلف الكواليس، للتخفيف من آثار الجريمة على ولي العهد السعودي.
وقال مصدران في الخليج لوكالة "رويترز"، الأربعاء، إن خطة كوشنر "لم تحقق تقدماً -على ما يبدو- منذ جولته السابقة بالمنطقة في شهر يونيو، إذ إنه ركز إلى حد بعيد على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام، الذي يعد محورياً بالنسبة للموقف العربي الرسمي".
وفي وقت سابق، قال البيت الأبيض إن الوفد أجرى مباحثات مع السلطان قابوس بسلطنة عمان، موضحاً في بيان أن المباحثات تناولت تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وعُمان، وجهود الوساطة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل إحلال السلام بين "إسرائيل" وفلسطين.
كما أجرى الوفد مباحثات مماثلة في الإمارات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
والأربعاء أيضاً، التقى الوفد نفسه أردوغان في أنقرة، دون أن يعلَن عن فحوى الاجتماع، لكن الرئيس التركي قال قبل الاجتماع، إن المباحثات ستتناول "الاقتصاد والقضايا الإقليمية خاصة".
ويشار إلى أن كوشنر يجري زيارة شرق أوسطية لعدد من الدول، من ضمنها السعودية وقطر وتركيا والإمارات، وكان من المفترض أن يطرح في هذه الزيارة بعض تفاصيل خطته للسلام.
وكان كوشنر أعلن مؤخراً أن الإدارة الأمريكية ستقدّم خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي يطلَق عليها "صفقة القرن"، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في التاسع من أبريل المقبل.
يُذكر أن "صفقة القرن" هي خطة أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بهدف تسوية الصراع في الأراضي الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، كما أنها تنال دعماً من السعودية والإمارات ومصر دول عربية أخرى.
وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها المسبق خطة السلام الأمريكية؛ بعد أن أعلن ترامب أنها ستُسقط موضوع القدس من طاولة المفاوضات.
كما أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية؛ بعد إعلان ترامب، في السادس من ديسمبر 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية إليها.