ترجمة منال حميد - مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية-
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن أوروبا تتخلى عن مبادئها وقيمها الإنسانية من خلال علاقتها بأنظمة عربية "متسلطة"، حيث بدا ذلك واضحاً خلال القمة الأوروبية العربية التي عقدت مؤخراً في شرم الشيخ بمصر.
وربما كان هذا هو الأمر الوحيد الذي حققته قمة أوروبا والعالم العربي، ولكن تأثير ذلك بقي ضعيفاً، خاصة أن هذه القمة استضافها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجنرال الذي أطاح بحكومة منتخبة ديمقراطياً بعد أن ارتكب مجزرة أدت إلى مقتل المئات.
وأفادت تقارير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أن عدد سجناء الرأي بلغ 60 ألفاً، في حين لا تزال وتيرة الإعدامات في تصاعد، حيث أعدم النظام في مصر، الأسبوع الماضي، تسعة من المعارضين.
"فورين بوليسي" لفتت في تقريرها إلى أن أوروبا باتت في كثير من الأحيان تضحي بحقوق الإنسان مقابل "ضرورات دبلوماسية أخرى في ظل عالم فوضوي"، والسؤال الحقيقي هو: "لماذا تشعر أوروبا أنه من الضروري للغاية إقامة علاقات بينها وبين الأنظمة الاستبدادية؟"، تتساءل الصحيفة.
وتابعت قائلة: "لو كان الاتحاد الأوروبي يتفق مع مبادئه لكان عليه عدم القبول بهذا الواقع، ورفض هذه الاستهانة بحقوق الإنسان، التي أظهرها السيسي حتى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب القمة".
الحل الوحيد لهذه المشكلة على المدى البعيد هو "السلام"، كما تقول "فورين بوليسي"، ويتلخص ذلك بإعادة إعمار ليبيا والعراق وسوريا، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية في المنطقة بأكملها، تماماً كما جرى مع ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية.
هذا العجز الأوروبي- كما تسميه فورين بوليسي- يدفع أوروبا للاعتماد على خيارات غير مريحة في التعامل مع جيرانها العرب المتسلطين، في محاولة لوقف تدفق اللاجئين، وهي بالمحصلة تعتبر ضرورة غير مريحة.