خاص راصد الخليج-
مازالت تبعات الموجة الأخيرة من الاعتقالات التي طالت أمراء كبار في العائلة الحاكمة في السعودية، مدار النقاش والمتابعة والتحليل، لما تحمله في طياتها من رسم مشهد المملكة القادم، وقد يحدد مصيرها لسنين من الزمن، وبعد كل هذه الإجراءات التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان يبقى السؤال المطروح، متى يعتلي الأمير الشاب عرش المملكة؟
فقد علق أمراء في العائلة السعودية الحاكمة، الآمال على الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، لما يحمله من رجاحة عقل واتزان ومكانة داخل العائلة، وقد برزت له مواقف عدة مغايرة لابن سلمان، منها ما يتعلق بحرب اليمن، فقد قال عندما سؤل عنها: "ما دخل آل سعود بكل هذا؟" و"المسؤولون هم الملك وولي عهده"، لكن على ما يبدو بأن الأمير المنقذ للمعارضة لم يكن على قدر الآمال لأنه ليس بالشخصية القادرة على تنظيم انقلاب" وقد "استخدمه معارضو وصول محمد بن سلمان إلى العرش كشخصية رمزية".
وبعد قيام الحرس الجمهوري التابع لابن سلمان بحملة اعتقال الأمراء ووضعهم داخل شقق تابعة لابن سلمان، تبخرت أحلام الأمراء المعارضين له، وهذا ما مهّد الطريق للأمير محمد بن سلمان نحو العرش السعودي، فلم يعد لديه أي معارض داخل العائلة الحاكمة، وإن وجد فهو بالتأكيد لن يتحرك خوفاً على نفسه من أن يلقى المصير ذاته.
فحملة التطهير هذه عبّدت الطريق للأمير الشاب لاعتلاء العرش، ولم يعد أي شيء يحول بينه وبين حلمه ، وباتت مسألة التتويج ملكاً على السعودية مجرد وقتٍ لا أكثر، وقد وردت معلومات من المقربين من الأمير محمد بن سلمان مفادها، أنه "سيتم تتويج الأمير الشاب ملكاً للسعودية في شهر رمضان المبارك لهذا العام، أو خلال قمة العشرين في الرياض المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) وعلى أبعد تقدير قبل نهاية مدة رئاسة دونالد ترامب، خشية أن يخذله الرئيس الأمريكي المقبل"، فهل يتحقق للأمير الشاب ما يريد؟