لويز كالاهان- صحيفة “صاندي تايمز”-
قالت مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “صاندي تايمز” لويز كالاهان إنها التقت أميرا سعوديا يعيش في المنفى قبل أكثر من عام، وتحدثت معه عن الوضع في المملكة وصعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة وماذا يعني هذا له ولبقية الأمراء الذي لا يحبونه وقرروا العيش في المنفى.
ولاحظت كالاهان أن الأمير يعاني من أزمة مالية ولكنه لا يزال من أفراد العائلة. ولكنه كان يعلق آماله على شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز (78 عاما)، وقال في ذلك اللقاء “لن يستطيعوا البقاء لعام”، الملك وولي عهده، وكان واثقا من كلامه.
ويبدو أن الثقة بهذا الأمير لم تكن في محلها، خاصة بعد اعتقال الحرس الجمهوري لولي العهد له قبل تسعة أيام ووضع مع الأمراء الأخرين في فلل تابعة لمحمد بن سلمان.
وقال دبلوماسي سابق قضى وقتا في الرياض إن الأمير أحمد يشبه بطريقة أو بأخرى الأمير الإنكليزي بوني برنس تشارلي الذي اختير لعلاقة النسب مع عائلة ستيورات للعب دور الثوري مع أنه كان شخصية رومانسية لم يحقق أي شيء. ومثل القوى التي حاولت استعادة عرش آل ستيوارت قبل ثلاثة قرون فالقوى المعادية لمحمد بن سلمان تواجه مصير الفشل.
وقال واصفا أحمد بن عبد العزيز “ليس ذلك الشخص القادر على تنظيم انقلاب” و”استخدمه من يعارضون وصول محمد بن سلمان إلى العرش كشخصية رمزية”.
وباعتقال الأمير أحمد فقد تأكد ولي العهد الا معوقات أمامه للوصول إلى العرش، فمثل حملة التطهير التي قام بها بعد الإطاحة بابن عمه من ولاية العرش في حزيران/ يونيو 2017 وسجن فيها عددا من الأمراء البارزين والأثرياء، وقام من خلالها بالسيطرة على قوات الأمن ولم يفرج عن المعتقلين في فندق ريتز كارلتون إلا بعد دفع ثمن حريتهم، فإن حملة التطهير الأخيرة والتي شملت أيضا محمد بن نايف، 60 عاما مع عدد من الأمراء الآخرين تبدد كل آمال التمرد ضد الملك وابنه.
وتقول كالاهان إن الأمير الذي توقع نهاية محمد بن سلمان لم يعد يرد على الهاتف، ويقول مقربون منه إنه خائف على حياته. فالأمير الذي ابتعد قليلا عن الأضواء بعد اتهامه بقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018، وهو ما ينفيه، عادة مرة أخرى للهجوم.
وجاءت حملة الإعتقالات في ظل خلافات بين السعودية وروسيا حول معدلات إنتاج النفط، وقرر إغراق الأسواق بالنفط الرخيص عندما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموافقة على خطة خفض لإنتاج النفط. وانتشرت شائعات عدة حول خطط بن سلمان لتقوية سلطته تحسبا من وفاة والده البالغ من العمر 84 عاما.
وقال مصدر “قرر اعتقال هؤلاء الأشخاص لأنه يريد السيطرة على البلاد ويصبح ملك البلاد المقبل”.
وقال هذا المصدر المقرب من البلاط الملكي “يعتقد كثيرون داخل العائلة الحاكمة أنه يريد السيطرة على العرش قبل رمضان، الشهر المقبل أو قمة العشرين في الرياض المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) وقبل نهاية مدة دونالد ترامب خشية ألا يدعمه الرئيس الأمريكي المقبل”.
وأوضح مصدران داخل السعودية أن الأمير أحمد والأمير محمد بن نايف أصبحا هدفا بعد الشكاوى من الأوضاع في المملكة على خلاف بقية الأمراء الذي استسلموا للظروف وباتوا يقضون وقتهم في صيد السمك أو الصحراء. وجرد محمد بن سلمان وزارة الداخلية من سلطتها و”لم يعد هناك أي من رجال محمد بن نايف ممن كانت لديهم القدرة على ترتيب شيء، فالكثيرون اليوم في المنفى أو عزلوا من مناصبهم”.
وباعتقال الأمير أحمد فقد تبددت آمال المعارضين لمحمد بن سلمان، فهو من آخر الاشقاء السديريين السبعة ممن يحق لهم ولاية العرش من أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود. وهم من زوجته المفضلة حصة السديري. فبخبرة 37 عاما كنائب لوزير الداخلية اعتقد الأمراء المعارضين أن لديهم رمز قوي قادر على مواجهة ولي العهد الحالي. ورغم تقاعده عن العمل منذ ستة أعوام وقضى فترة في لندن إلا أن لقطات فيديو التقطت له وهو ينتقد الملك وابنه عندما سئل عن حرب اليمن وقال “ما دخل آل سعود بكل هذا؟” و”المسؤولون هم الملك وولي عهده”.
وعندما عاد إلى المملكة بعد مقتل خاشقجي عبر الدبلوماسيون عن تفاؤلهم من تأثير الأمير على ولي العهد ويخفف من تشدده. ولكن الآمال كانت في غير محلها. فالأمير أحمد معروف بين الدبلوماسيين وأفراد عائلته بالضعف وشخص لا يتمتع بقدرات غير عادية. وكون المعارضة رأت فيه رأس الحربة في الحرب ضد محمد بن سلمان يعني أن الأخير طهر كل المعارضين له ولم يبق إلا الأمير أحمد.