واشنطن مونثلي-
لماذا يتحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس بشأن تسليح السعودية؟ الأجابة تبدأ من التقاط ملاحظة مهمة هي أنه من السهل تمرير بعض الأشياء دون أن يلاحظها أحد مع انشغال الولايات المتحدة في مكافحة وباء كوفيد- 19 والعنف العنصري.
يقول الكاتب مارتن لونغمان في مقال نشرته مجلة “واشنطن مونثلي” إن ترامب يحاول بالفعل تمرير بعض الأشياء مستغلاً حدوث العديد من الأشياء السيئة، ففي وقت سابق من مايو، طرد ترامب المفتش العام لوزارة الخارجية ستيف لينك، استجابة لطلب من وزير الخارجية مايك بومبيو، بعد أن توصل المفتش إلى تجاوزات غير قانونية بشأن استخدام موظفين لاغراض شخصية، ولكن الأمر لم يكن بهذا البساطة، إذ اتضح لاحقاً أن المفتش كان يلاحق موضوع بيع الأسلحة للسعودية.
وغضب الجمهوريون والديمقراطيون في العام الماضي عندما أعلنت إدارة ترامب استخدام” حالة الطوارئ” بشأن إيران لتجاوز الكونغرس، والمضي قدماً في بيع أسلحة بقيمة 8 مليارات للسعودية، وكان غضب الكونغرس امتداداً للغضب من عدم معاقبة الرياض بسبب جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي وتفاقم الأزمة اليمنية وقتل المدنيين هناك.
وتدخل ترامب في كل مرة حاول فيها الكونغرس تقليص علاقة واشنطن بالرياض، واستخدم أول فيتو لرفض تشريع كان من شأنه أن ينهي تدخل التدخل العسكري للولايات المتحدة في الحرب السعودية باليمن، وفي وقت لاحق اعترض على إجراء من الحزبين بمنع بيع مليارات الدولارات من الذخائر إلى المملكة.
وقبل أسبوعين، نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي عن غير قصد اسم دبلوماسي سعودي ساعد اثنين من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر أثناء وجودهم في الولايات المتحدة، وأفاد مكتب التحقيقات أن أحد المسلحين في الهجوم على قاعدة قاعدة عسكرية في بنساكولا أرسله السعوديون للتدريب على الرغم من اتصاله مع تنظيم القاعدة.
ويضيف لونغمان أن ترامب برر استمرار هذه المبيعات بحجة أنها تخلق فرص عمل، ولكن صفقة “رايثيون” الجديدة تخلق وظائف فقط في السعودية، وقال إنه من غير الواضح سبب كون الإدارة شديدة الجرأة في تحدي الكونغرس، ولكن الكاتب أكد هنا أنه يجب اعتبار الإثراء الشخصي أوالرشوة دافعاً محتملا.
وأوضح الكاتب أن الكونغرس لا يستطيع إيقاف المبيعات إلا إذا تجاوز الفيتو الرئاسي، وهو أمر غير مرجح، وبالإضافة إلى ذلك، ستظل هذه المبيعات قائمة على “حالة الطوارئ” الزائفة مع إيران.