شبكة سي إن إن الأمريكية-
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن هناك عدة أسباب لحالة الخوف التي تعيشها السعودية جراء فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن"، وعلى رأسها ملف إيران.
وقالت الشبكة، إنه "من بين جميع قضايا السياسة الخارجية الملحة على أولويات بايدن، لن تكون العلاقات مع المملكة العربية السعودية على رأس القائمة، وإنما ستهيمن الصين وإيران وربما كوريا الشمالية، لكن الرياض التي ستستضيف القمة الافتراضية لقادة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا الشهر، قد تعرف طريقها قريبًا".
ونقلت الشبكة عن دبلوماسي سعودي كبير قوله قبل أسبوع من الانتخابات الأمريكية، إن "المملكة مستعدة للعمل مع من يفوز"، لكن مراسل الشبكة يقول "إن الانطباع الذي أُعطي لي خلال هذه المحادثة هو أنه بسبب بعض تعليقات بايدن خلال الحملة، والتي تشير إلى أنه سيكون قاسيًا مع السعوديين، فإن الديمقراطي لن يكون اختيار الرياض".
فيما قال مصدر آخر مطلع على المناقشات السياسية في المملكة، إن السعوديين وجدوا الرئيس "دونالد ترامب" حليفًا جيدًا.
ووفق الشبكة، يشعر القادة داخل المملكة بالقلق من أن "بايدن" يمكن أن يكون بمثابة إعادة لسنوات الرئيس الأسبق "باراك أوباما"، والتي يعتقدون أنها كانت ناعمة مع إيران، وربما لا يمكن الاعتماد عليها لأمنهم.
وقالت "سي إن إن"، إن "مخاوف السعودية قد تكون مبررة في هذه النقطة، حيث تعهد "بايدن" بإعادة التعامل مع طهران بشأن الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، وخلال نقاش ديمقراطي في الخريف الماضي هدد بتقليص مبيعات الأسلحة للسعودية".
وقال "بايدن" في وقت سابق: "أود أن أوضح أننا لن نبيع في الواقع المزيد من الأسلحة لهم، سنجعلهم في الواقع يدفعون الثمن (بخصوص جرائمهم في اليمن، وضد الحقوقيين) ونجعلهم في الواقع منبوذين".
وفي الوقت ذاته، أشارت "سي إن إن"، إلى أن "بايدن" قد يجد نفسه مضطرا للعمل مع السعودية في ملف السلام في الشرق الأوسط، وهذا هو الطموح الذي يسعى إليه كل رئيس أمريكي تقريبًا ، وفي العام الماضي خلق "ترامب" زخمًا في هذا الملف.
ووفق الشبكة، حقق "ترامب" وصهره وكبير مستشاريه، "جاريد كوشنر"، بعض الحركة في المنطقة، لكنهما أخفقا كثيرًا في تحقيق ما وعد به الرئيس المنتهية ولايته بالتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفيما يتعلق بملف التطبيع، نقلت الشبكة عن الدبلوماسي السعودي أنه يعتقد أنه من غير المحتمل بنسبة 90% أن يدعم الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، خطة "ترامب" الخاصة بالتطبيع، ومع ذلك ، من الواضح أنه عندما يتولى ابنه ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" العرش - وهو ما يمكن أن يحدث في عهد "بايدن" - يمكن أن تتغير الحسابات.
وقال الدبلوماسي إنه في لقاء مع مسؤول فلسطيني مؤخرا، حذره من أن الوقت ينفد، وأنه "خلال 10 سنوات لن يهتم أحد" بالفلسطينيين.
وأضاف إنه أبلغ المسؤول الفلسطيني أنه كان ينبغي عليهم التعامل مع ما يسمى بـ"صفقة القرن" لـ"جاريد كوشنر" للحصول على شروط مفيدة.
وفي أواخر أغسطس/آب، سمح الملك سلمان لطائرة تجارية إسرائيلية تقل "كوشنر" ووفدًا إسرائيليًا بالتحليق فوق الأجواء السعودية في طريقها من تل أبيب إلى أبوظبي أثناء تدشين تلك العلاقة الجديدة، كانت رسالة واضحة للفلسطينيين بأن عقارب الساعة تدق ، كما كانت البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن ربما جاءت الرسالة الأكثر وضوحًا والتي تشير إلى حدوث تغيير في الموقف السعودي الشهر الماضي.
وقبل أسابيع، قال الأمير "بندر بن سلطان آل سعود"، السفير السابق لدى الولايات المتحدة ورئيس المخابرات، للتليفزيون السعودي: "القضية الفلسطينية قضية عادلة، لكن مؤيديها فاشلون، وقضية إسرائيل غير عادلة، لكن مناصريه ثبت نجاحهم ".
وبحسب "سي إن إن"، لم يكن "بن سلطان" ليفعل ذلك بدون إذن الملك، كان المعنى واضحاً: لقد سئمت البلاد من انتظار الفلسطينيين لصنع السلام وهي تستعد للمضي قدماً.