ميدل إيست آي-
رأت المعارضة السعودية مضاوي الرشيد، في مقال لها بموقع “ميدل إيست آي”، الأربعاء، أن المتشائمين في العالم العربي يعتقدون أن نجاح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 لن يؤدي إلا إلى فترة أخرى من المقاربات المضللة للقضايا الملحة التي تعاني منها المنطقة.
لكن الرئيس المنتخب لديه فرصة حقيقية لعكس السياسة الخارجية الأمريكية التي مارستها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وامتازت بتمكين المستبدين الذين يحرمون شعبهم من الحقوق والقيم الأساسية. وأضافت الكاتبة، في المقال الذي ترجمته “القدس العربي”، أنه مع تهديد تلك القيم في الداخل الأمريكي في عهد ترامب، فإن بايدن لديه مهمة هائلة تتمثل في التعافي محليا والتقدم دوليا.
وتابعت الرشيد قائلة إن الولايات المتحدة بقيادة بايدن يجب أن تتوقف عن كونها عامل تمكين رئيسي للنظام السعودي، الذي قوض أمن شعبه ونشر الفوضى وسفك الدماء في المنطقة – وخاصة في اليمن. وأضافت أنه على الرغم من عدم قدرة أي قوة أجنبية قوية على وقف السعي وراء الحرية في المملكة العربية السعودية، فقد لعبت الولايات المتحدة دورا مهما في حماية حكامها المستبدين من التدقيق الدولي – ومن الأمثلة البارزة على ذلك جهود الرئيس دونالد ترامب المستمرة لحماية قتلة الصحافي جمال خاشقجي قبل عامين.
ورأت مضاوي الرشيد أن لدى بايدن الآن الفرصة للإعلان عن تقرير أجهزة المخابرات الأمريكية حول مقتل خاشقجي والدعوة إلى عدالة حقيقية. إذ ستكون هذه خطوة أولى نحو استعادة الثقة في الولايات المتحدة التي لا تبشر بالديمقراطية وسيادة القانون فحسب، بل تعمل أيضا وفقا لقيمها خارج حدودها.
وقالت الرشيد إن على بايدن الإصرار على أن تكون الشراكة المستقبلية مع السعودية مشروطة باحترام الرياض لحقوق الإنسان لمواطنيها وحرية التعبير وتطلعات التغيير السياسي الحقيقي، مضيفة أن الأمريكيين محظوظون لأنهم قادرون على التخلص من حكامهم المستبدين المحتملين؛ بينما لم يستمتع السعوديون بهذه الفرصة بعد.
وأشارت الكاتبة إلى أن على بايدن التحرك بسرعة للضغط على ولي العهد محمد بن سلمان لإطلاق سراح النشطاء والناشطات والمفكرين السعوديين القابعين في سجون المملكة. ورأت أن هذا الأمر لن يحظى بتقدير كبير من قبل السعوديين فحسب، بل سيعيد الثقة أيضا بالولايات المتحدة باعتبارها رائدة حرية التعبير على مستوى العالم.
وتابعت القول إن على بايدن أن يعرف أن الديكتاتورية ليست النوع المثالي للحكومة للحفاظ على الاستقرار والأمن، بل هي مركز للراديكالية والفوضى والثورة. وقالت إن الولايات المتحدة قد عانت على أرضها من التطرف والإرهاب اللذين نشآ تحت مظلة شريكها السعودي.
وأوضحت الرشيد أن من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة أن تدرك أن الاستقرار قصير المدى في ظل ديكتاتوريات شركائها العرب هو وصفة لكارثة لها عواقب قد تصل في النهاية إلى الأراضي الأمريكية. وأنه لحماية الولايات المتحدة واستعادة مكانتها في العالم، يحتاج بايدن بشكل عاجل إلى إعادة النظر في دعم أسلافه غير المشروط لنظام سعودي يحرم مواطنيه أكثر ما يعتز به الأمريكيون: الحرية.