نيويورك تايمز-
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة ستظل مستمرة في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن"، لكنها لن تكون على غرار عهد الرئيس الحالي "دونالد ترامب"، وسيغيب عنها البعد الشخصي الذي منح ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" حصانة في عديد القضايا، لاسيما جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن السعودية تستعد لرئيس أمريكي جديد تعهد بإنهاء الدعم لحرب اليمن، ومعاقبة المملكة على انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة إلى تصريح "بايدن"، العام الماضي، عندما سُئل عن السعودية: "لقد حان الوقت لاستعادة الشعور بالتوازن والإخلاص لقيمنا في علاقاتنا بالشرق الأوسط".
وأضافت أن نبرة تصريح "بايدن" تؤكد أنه ما لم يغير "بن سلمان" من طرقه وأسلوبه فمن غير المرجح أن يلقى ترحيبا في البيت الأبيض كما كان في عهد "ترامب".
وفي السياق، قالت الزميلة بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينجز "تمارا كوفمان ويتس": "هناك الكثير من الأسباب لاستمرار هذه العلاقة؛كونها لها قيمة كبيرة لكلا الجانبين، لكنها ببساطة لا يمكن أن تستمر بالطريقة التي كانت عليها خلال السنوات الأربع الماضية".
وأضافت: "كانت هناك سلسلة من انتهاكات القواعد بين الحكومات الصديقة، وهو انتهاك للمعايير".
وحسب "نيويورك تايمز"، فإن "بايدن" سيحتاج إلى السعودية للمساعدة في بناء دعم إقليمي لاستراتيجيته الجديدة مع إيران، أو لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط أو للمساعدة في استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما قد يؤدي عرض سعودي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ لرفع مكانة المملكة في واشنطن، رغم أن المسؤولين السعوديين والإسرائيليين قالوا إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
ولطالما وصف "بايدن" السعودية بأنها "منبوذة"، وناهض بشدة حرب السعودية في اليمن، وحث على إعادة تقييم العلاقة بينها وبين واشنطن.
غير أن المسؤولين السعوديين قللوا من أهمية العلاقات الاستثنائية بين "ترامب" و"بن سلمان"، وأكدوا أن العلاقات بين الدولتين مستمرة منذ 8 عقود.
وفي هذا الإطار، قالت السفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة "ريما بنت بندر آل سعود"، في خطاب بالفيديو أمام المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، الأربعاء الماضي: "علاقتنا أعمق بكثير من مجرد زعيم سعودي واحد أو رئيس أمريكي واحد".
وأشارت إلى أن القوة الإقليمية للمملكة وبروزها العالمي المتزايد تجعلها شريكا مهما للولايات المتحدة.
وأضافت: "بينما تعزز إصلاحاتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المملكة، سنكون في وضع أفضل باعتبارنا الحليف الأكثر موثوقية للولايات المتحدة في المنطقة".