وول ستريت جورنال-
علقت صحيفة “وول ستريت جورنال” على جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في دول الخليج بأنها محاولة لبناء إجماع ضد إيران وسط جمود في المحادثات النووية الإيرانية، وهذه أول جولة يقوم بها منذ انتشار وباء فيروس كورونا. وفي تقرير أعده ستيفن كالين وسومر سعيد قالا فيه إن الجولة النادرة هي محاولة لتعزيز موقفه بين حلفائه في الخليج ولحشد الإجماع ضد التهديد الذي تمثله إيران في وقت تجري فيه القوى الدولية محادثات معها للعودة إلى الاتفاقية التي وقعتها عام 2015.
وبدأ ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية جولته في عمان يوم الإثنين واجتمع مع حاكمها، وتشمل على زيارة للإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر وهي الأولى له منذ حل الخلاف معها منذ بداية العام الحالي. وتزامنت الجولة مع تعليق المحادثات النووية في فيينا يوم الجمعة، ومع أن دول الخليج ليست راغبة بمواجهة عسكرية مع طهران إلا أنها قلقة من توصل القوى الدولية لاتفاق معها، حيث ستواصل إيران تهديدها للمنطقة عبر دعمها للجماعات الموالية لها بالإضافة لنشرها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بشكل يهدد أمن دول الخليج. وقال مسؤول سعودي بارز إن “من بين الموضوعات التي سيتم بحثها هي كيفية معالجة التهديد الإيراني المتواصل”. كما وسيكون موضوع اليمن وقضايا الاستثمار والأمن الغذائي والتجارة على طاولة البحث وقبل قمة مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد في نهاية الشهر الحالي بالرياض.
وأضافت الصحيفة أن السعودية تواجه مصاعب للخروج من الحرب في اليمن، حيث تقود تحالفا عسكريا منذ عام 2015. وكان الغرض منه دعم الحكومة المعترف بها دوليا بعدما سيطر الحوثيون المتعاونون مع إيران على العاصمة صنعاء. وتحاول السعودية الحصول على دعم دول الخليج وسط مكاسب يحققها الحوثيون في محافظة مأرب الغنية بالنفط والقريبة من الحدود السعودية.
وشجعت الولايات المتحدة شركاءها في الخليج لبناء جبهة موحدة في قضايا رئيسية مثل إيران، وهي قضايا اكتسبت أهمية وسط مخاوف من فك الولايات المتحدة ارتباطها بالمنطقة والتركيز على الصين. إلا أن دول الخليج واجهت صعوبات في بناء جبهة موحدة بسبب التباين في المصالح القومية. ففي الوقت الذي تتنافس فيه السعودية وإيران إلا أن الأخيرة لديها علاقات اقتصادية عميقة مع الإمارات العربية المتحدة، كما وتشترك مع قطر بحقل للغاز. وحاولت الدول الخليجية الأقل قوة مثل الكويت وعمان الابتعاد عن المشاكل، وهو ما جعلهما يتوسطان في النزاعات الإقليمية. وفي يوم الإثنين التقى مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد في يوم الإثنين، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤول إماراتي للجمهورية الإسلامية منذ 8 أعوام. وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة قام بها ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان في خطوة لتخفيض التصعيد بين البلدين. وقدم طحنون دعوة إلى الرئيس رئيسي لزيارة أبو ظبي مما يفتح فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين. وذكرت وكالة أنباء الإمارات إنهما تبادلا الرأي في الموضوعات الإقليمية. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي عبد الله عبد الخالق قوله إن رحلة طهران هي “محاولة جادة للتواصل مع طهران والوصول إلى الإدارة الجديدة في طهران”، لكنها لن تغير من واقع أن إيران ستظل تهديدا مستمرا على الخليج كما قال. وهذه أول رحلة يقوم بها ولي العهد منذ بداية وباء كورونا، وباستثناء رحلة قصيرة إلى مصر، فقد ظل في قصره بمدينة المستقبل تحت الإنشاء شمال- غرب السعودية أو على يخته في البحر الأحمر. ولم يزر أوروبا منذ عام 2018 بعد مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين وهو ما دفع بعض الدول الغربية لتجنبه. وفي يوم السبت زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرياض، وهي أول زيارة لزعيم “أوروبي منذ جريمة القتل. وفي يوم الأحد، بداية جولته حضر سباق فورمويولا وان حيث غنى جاستين بيبر. وقال مسؤول خليجي على معرفة بجولة ولي العهد بأنها محاولة “لتوجيه رسالة” عن قيادة السعودية وبناء موقف موحد تجاه إيران التي قد تكون على طاولة المفاوضات. وقبل زيارة الأمير محمد قطر يوم الأربعاء، سيزور أردوغان الدوحة ويتناقش مع المسؤولين فيها علاقات تركيا مع دول الخليج. وقال مستشار قطري بارز “عبر كل من محمد بن سلمان وأردوغان لأمير قطر عن رغبتهما بعلاقات قوية واستئناف التجارة”.