(أحمد شوقي\ راصد الخليج)
لايزال المال السعودي حديث الصّحف ووسائل الإعلام الأمريكية، وتحديداً علاقة ولي العهد السعودي بالرئيس الأمريكيي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.
وقد طغى على حديثِ الصُُّحف في الأيّام الأخيرة، الاستثمار المالي الضّخم الذي قام به الصّندوق السّعودي الذي يقوده ولي العهد، مع اثنين من إدارة ترامب، وذَهبت التّحليلات إلى أنّها مكافأةً على مساندةِ الإدارةِ الأمريكيّة السّابقة لولي العهد في قضية مقتل جمال خاشقجي، وأنّها أيضاً رشوة مُسبقة في حال عودة إدارة ترامب للحكم في الانتخابات القادمة!
وقال موقع أكسيوس الأمريكي في تقرير له، أنّه بعد ستّة أشهر من مغادرته البيت الأبيض، حصل جاريد كوشنر على استثمار بقيمة ملياري دولار من صندوق بقيادة ولي العهد السعودي، الحليف الوثيق خلال إدارة ترامب، على الرّغم من اعتراضات مستشاري الصندوق بشأن مزايا الصّفقة.
ونقل عن نيويورك تايمز، أنّه قد حصل اثنان من كبار المسؤولين السابقين في البيت الأبيض في عهد ترامب على مليارات الدولارات من الحكومة السعودية، في شكل استثمارات في صناديقَ الأسهم الخاصّة الجديدة.
حيث سجّلت شركة أفينيتي إكويتي، وهي شركة جاريد كوشنر، تعهدًا بقيمة 2 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامّة في المملكة العربية السعودية، بينما حصل وزير الخزانة السابق ستيفن منوشين ليبرتي ستراتيجيك كابيتال على مليار دولار.
وقال التّقرير أنّ هذه استثمارات ضخمة لمنح صناديق الأسهم الخاصّة لأوّل مرّة. وقد يتسبّب ذلك أيضًا في حدوث تعقيدات إذا أصبح ترامب، وهو والد زوجة كوشنر، رئيساً مرّة أُخرى.
وفي التّفاصيل، قال التّقرير أنّ الصندوق السعودي وافق على استثمار ضعف المبلغ وبشروط أكثر سخاءً مع السيد كوشنر ممَّا فعل في نفس الوقت تقريبًا مع وزير الخزانة السابق ستيفن منوتشين - الذي كان أيضًا يؤسّس صندوقًا جديدًا - على الرّغم من أنّ السيد منوتشين كان لديه سجل مستثمر ناجح قبل دخوله الحكومة.
مضيفاً، أنّه أثناء تقديم المشورة للسيد ترامب، طور السيد كوشنر صداقة وتحالفًا غير رسمي مع ولي العهد السعودي. وأشار الأمير محمد إلى أنّه يفضّل توثيق العلاقات بين "إسرائيل" والملوك العرب في الخليج، والتي كانت أيضًا واحدة من أولويّات السيد كوشنر أثناء وجوده في إدارة ترامب. لقد ساعد في التّفاوض على سلسلة من الاتّفاقيّات، تسمّى اتفاقيّات إبراهيم، وفتح علاقات دبلوماسيّة بين "إسرائيل" والأنظمة الملكيّة العربيّة الأخرى. وبعد ترك الحكومة، أنشأ منظّمة غير ربحيّة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وغيرها بين الدول.
وأضاف تقرير الصحيفة، أنّ كوشنر ساعد أيضًا في الوساطة في مبيعات أسلحة للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار على مدار 10 سنوات. لقد ساعد في حماية تلك الصفقات وغيرها من صفقات الأسلحة من غضبِ الكونجرس بشأن مقتل السيد خاشقجي والكارثة الإنسانية التي نجمت عن التدخّل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.
وعلّق التّقرير بالقول: "يقول خبراء الأخلاق إنّ مثل هذه الصفقة تخلق مظهرًا للمردود المحتمَل على تصرّفات كوشنر في البيت الأبيض - أو محاولة للحصول على خدمة مستقبلية إذا سعى السيد ترامب وفاز بفترة رئاسية أخرى في عام 2024".
وأضاف أنّ السيد كوشنر لعب دورًا قياديًا داخل إدارة ترامب في الدّفاع عن ولي العهد الأمير محمد بعد أن خلصت وكالات المخابرات الأمريكية إلى أنّه وافق على مقتل جمال خاشقجي في 2018 وتقطيع أوصاله، وهو كاتب عمود سعودي في صحيفة واشنطن بوست ومُقيم في فرجينيا كان قد انتقد حكام المملكة.
ربّما تُعيد هذه القضية إلى سطح الأحداث عدّة قضايا أُخرى شائكة، منها ملف قضية خاشقجي، وعلاقة ولي العهد المتوتّرة مع إدارة بايدن، ودور السعودية في الانتخابات الأمريكية القادمة وبشكلٍ عام، مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية في عالم يشهد مخاضًا لنظام عالمي جديد.