أشرف كمال - الخليج أونلاين-
يعتزم ولي العهد السعودي القيام بجولة خلال هذه الفترة تشمل عدداً من الدول، وهي زيارة لم تفصح الرياض عنها رسمياً حتى الآن.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر رفيعة (الاثنين 23 مايو 2022)، أن الأمير محمد بن سلمان يخطط لجولة إقليمية ودولية قريباً تشمل تركيا واليونان وقبرص والأردن ومصر.
الجولة المرتقبة لولي العهد السعودي تأتي في وقت يعيد فيه العديد من دول العالم صياغة علاقاتها مع أطراف إقليمية ودولية، وتعيد صياغة مواقفها من قضايا مهمة في المنطقة والعالم.
لكن وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصادر غربية (22 مايو 2022) أن جولة ولي العهد التي لم تتحدث عنها الرياض رسمياً حتى الساعة سيجري تأجيلها حتى منتصف يوليو المقبل.
وقالت المصادر إن الرياض أبلغت العواصم التي ستشملها الجولة بأن انشغالات ولي العهد لن تسمح له بمغادرة المملكة في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الزيارة ستشمل الجزائر أيضاً.
توقيت دقيق
وثمة العديد من التسريبات التي تخرج بين الوقت والآخر عن اتفاقيات محتملة ولقاءات مرتقبة، وتأتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في القلب من هذه التسريبات.
ففي 29 مايو 2022، قالت "سي إن إن" الأمريكية إن لقاءً قريباً بين الرئيس جو بايدن والأمير محمد بن سلمان يجري الترتيب له في الكواليس، مشيرة إلى أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، أجبرت واشنطن على إعادة حساباتها.
وقالت الشبكة الأمريكية إن اللقاء المرتقب قد يحدث هذا الشهر، وهو حديث يتماشى مع تسريبات سابقة نقلتها "وول ستريت جورنال" و"بلومبيرغ" تفيد بأن بايدن ربما يحضر القمة الخليجية التي ستقام أواخر الشهر في السعودية.
اتفاق مرتقب
وتحظى العواصم التي يفترض أن تشملها الجولة المرتقبة بعدد من القضايا الحساسة المشتركة مع المملكة، ففي القاهرة ما تزال مسألة استكمال نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين على البحر الأحمر محل نقاشات سرية.
فقد نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية (الاثنين 30 مايو 2022) عن مسؤولين أن "تل أبيب" تدرس عرضاً سعودياً بتغيير وضعية القوات الدولية الموجودة في جزيرتي تيران وصنافير، التي تنازلت القاهرة عنهما للرياض عام 2017.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الطلب السعودي في حال قبوله ربما يدشن حقبة جديدة من العلاقات بين المملكة و"إسرائيل"، وإن واشنطن تؤدي دور الوسيط لإنجاز هذا الاتفاق قبيل زيارة بادين للمنطقة، أواخر يونيو.
ويقوم الاتفاق بالأساس على وجوب موافقة حكومة الاحتلال على كل ما يتعلق بقوات المراقبة الدولية الموجودة في الجزيرتين، بموجب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي (24 مايو 2022) إن اثنين من كبار مستشاري بايدن زارا السعودية سرّاً هذا الشهر؛ لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل بين المملكة و"إسرائيل" ومصر.
وفقاً للمصادر، تعتقد إدارة بايدن أن وضع اللمسات الأخيرة على هذه الصفقة ستكون أهم إنجاز للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ اتفاقات التطبيع، التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أواخر 2020.
وفي الجزائر، تحدثت تقارير مغربية، خلال مايو الجاري، عن وساطة سعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، والتي انقطعت منذ العام الماضي، وهو ما نفاه وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، على عجل.
وكان وزير الخارجية السعودية زار الجزائر، منتصف مايو 2022، وقال بعد مباحثات مع الرئيس عبد المجيد تبون، إن الجزائر ستكون لاعباً مهماً في تعزيز الاستقرار إقليمياً وعالمياً.
وفي حين تسعى الجزائر لإقناع الرياض بتمكين رئيس النظام السوري بشار الأسد أو من يمثله من حضور القمة العربية المقررة في نوفمبر المقبل، فإن الرياض تحاول استغلال العلاقات الجزائرية الإيرانية لتحقيق تقدم في "تلطيف الأجواء بين السعودية وطهران"، كما قال المحلل السياسي الجزائري الدكتور إدريس عطية لـ"الخليج أونلاين"، في تصريح سابق.
زيارة تركيا
أما تركيا فيمكن القول إن زيارة الأمير بن سلمان لها ستكون بمنزلة إسدال للستار على الخلاف الكبير الذي أثاره مقتل خاشقجي وما تلاه من تراشق إعلامي شديد اللهجة بين الجانبين.
وقد نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن مصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للرياض، دعا بن سلمان لزيارة تركيا، وقالت إنه أعرب عن أمله في استضافته خلال "الأيام المقبلة" لدفع العلاقات قدماً.
وقال إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية (الأربعاء 1 يونيو 2022) إن ولي العهد السعودي أجّل زيارته لأنقرة التي كانت مقررة في الـ25 من مايو الماضي؛ بسبب مرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية عن كالن قوله: "نتوقع أن تتم هذه الزيارة خلال يونيو، وزملاؤنا المعنيون يعملون بشأن تحديد الموعد".
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال في تصريحات صحفية (الثلاثاء 31 مايو 2022)، إن زيارة ولي العهد كانت مقررة خلال مايو، لكنها أرجئت إلى وقت لاحق يجري ترتيبه مع وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.
ونهاية أبريل 2022، زار الرئيس التركي السعودية للمرة الأولى منذ 2017، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وقال إنه يعمل على تدشين حقبة جديدة من العلاقات.
المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو، قال إن جولة ولي العهد المرتقبة تأتي في إطار إعادة التوازنات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة والعالم.
وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، قال كاتب أوغلو إن جولة الأمير بن سلمان تأتي في إطار تعزيز تحالف إقليمي جديد، مشيراً إلى أنه سيزور تركيا من باب رد زيارة الرئيس أردوغان، وسعياً لترميم العلاقات وتعزيز تحالف دفاعي بين البلدين.
وتعني زيارة ولي عهد السعودي لأنقرة تأكيد تجاوز البلدين للخلاف القديم، بحسب كاتب أوغلو، الذي أكد أن جولة الأمير محمد تحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى التحديات التي تواجهها العديد من الدول في هذه المرحلة.