إلداد شافيت | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة الخليج الجديد-
أصبح من شبه المؤكد تأجيل زيارة الرئيس "جو بايدن" إلى المنطقة والتي كانت متوقعة في نهاية يونيو/حزيران. ولم يصدر البيت الأبيض بعد إعلانًا رسميًا عن زيارة الرئيس المتوقعة للمنطقة، بما في ذلك البلدان التي ستشملها هذه الجولة.
ويطرح تأجيل الزيارة تساؤلات عن الأسباب. وقالت مصادر أمريكية إن التأجيل جاء بسبب جدول "بايدن" المزدحم، بينما كان هناك قلق في إسرائيل من الأزمة السياسية التي تمر بها الحكومة ربما تؤدي إلى إلغاء زيارة "بايدن".
ومن المحتمل بالفعل أن تكون هناك تعديلات ضرورية في جدول "بايدن" وأن الإدارة تحاول المباعدة بين رحلات "بايدن" المتوقعة، لكن ربما يرتبط التأجيل أيضًا برغبة الرئيس الأمريكي في ترتيب زيارة السعودية بشكل أفضل. ويبدو أن زيارة السعودية ستكون أكثر أهمية للإدارة الأمريكية من إسرائيل.
وفي البداية، بدا أن زيارة "بايدن" إلى المنطقة تهدف لإظهار صداقة الرئيس الأمريكي تجاه إسرائيل، إلا أن التركيز تحول تجاه السعودية في الأسابيع الأخيرة.
وحتى الآن ما يزال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" شخصية غير مرغوبة في واشنطن، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تورطه في قتل الصحفي "جمال خاشقجي" كما ذكرت وكالات الاستخبارات الأمريكية.
لكن الإدارة الأمريكية أصبحت مضطرة لتغيير سياستها مع ارتفاع أسعار النفط نتيجة حرب أوكرانيا وتعافي الاقتصاد العالمي بعد جائحة "كورونا".
وبالفعل، قال "بايدن" إنه يفكر في زيارة الرياض. وفي المقابل، قرر السعوديون زيادة إنتاج النفط بعد فترة طويلة من الرفض. بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى وقف إطلاق النار في اليمن على أنه خطوة سعودية للتقرب من الإدارة الأمريكية.
ومع اقتراب انتخابات الكونجرس النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني، يسعى "بايدن" لوضع حل سريع لأزمة النفط، ما يجعل زيارة المملكة تكتسب أهمية خاصة.
وتدرك الإدارة الأمريكية أن زيارة الرياض سيكون لها تكلفة سياسية على المستوى المحلي، لذلك تحاول الإعداد لها بشكل جيد بحيث تكون الإنجازات الناتجة عنها مبررا مقبولا لدى الناخبين.
وبخلاف أسعار الطاقة، تشمل الإنجازات المحتملة قضايا إقليمية مثل استمرار وقف إطلاق النار في اليمن وربما خطوات للتطبيع بين السعودية وإسرائيل. وتتطلب هذه الأهداف إعدادًا دقيقًا بالطبع.