الجارديان-
ما هو السبب وراء إعلان تعيين الأمير "محمد بن سلمان" رئيسا للوزراء بالمملكة العربية السعودية؟ سؤال حاولت "ستيفاني كيرشجيسنر" الصحفية بـ"الجارديان" إجابته، مشيرة إلى تفرد القرار الذي يعد تنازلًا رسميًا للملك "سلمان بن عبدالعزيز" عن أحد أرفع مناصبه.
وأوضحت "ستيفاني"، في تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، مساء الثلاثاء، أن قرار التعيين لا يمثل تطورا في ميزان القوى بالسعودية، إذ يظل "بن سلمان" الحاكم الفعلي للمملكة، لكنه يمثل تطورا مهما لـ"حماية ولي العهد".
فـ"بن سلمان" يواجه دعوى قضائية، الأسبوع المقبل، قد تكون ضارة في الولايات المتحدة فيما يتعلق بدوره في قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية عام 2018.
وطلب قاض أمريكي من إدارة الرئيس "جو بايدن" التفكير فيما إذا كان يجب حماية "بن سلمان" بالحصانة السيادية في قضية رفعتها خطيبة خاشقجي "خديجة جنكيز"، وهي الحماية التي تُمنح عادة فقط لزعماء الدول، مثل الرؤساء ورؤساء الوزراء.
وفي يوليو/تموز الماضي، سعت الإدارة الأمريكية إلى تأجيل تقديم ردها إلى المحكمة، التي كانت قد طلبته بحلول 1 أغسطس/آب الماضي، ثم وافق القاضي "جون بيتس" على تمديد الموعد النهائي لتلقي الرد إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي السياق، قال مدير قسم الخليج بمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي "عبدالله العودة": "يبدو أن الأمير محمد قد نُصح باتخاذ هذه الخطوة قبل أن يحين موعد رد إدارة بايدن في 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
فيما قالت "خديجة جنكيز": "الكفاح من أجل العدالة لن يتوقف؛ لأن محمد بن سلمان منح نفسه لقبًا آخر".
وينفى "بن سلمان" تورطه الشخصي في مقتل "خاشقجي"، بينما أورد تقييم استخباراتي أمريكي أن ولي العهد السعودي هو من أمر بالجريمة.
ومن المرجح أن يخفف قرار تسمية "بن سلمان" رئيسا للوزراء أي مخاوف متبقية في السعودية من احتمال اعتقال ولي العهد أو مواجهة تحديات قانونية أثناء سفره إلى الخارج.
وأوردت لائحة الدعوى التي رفعتها خطيبة "خاشقجي" في المحكمة المحلية الفيدرالية بواشنطن العاصمة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن "بن سلمان" ومسؤولين سعوديين آخرين تصرفوا في "مؤامرة ومع سبق الإصرار" عندما قام عملاء سعوديون باختطاف وتقييد وتخدير وتعذيب وقتل "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
يذكر أن "خاشقجي"، الذي فر من السعودية وأقام في فرجينيا بجنوب شرقي الولايات المتحدة، كان من أشد المنتقدين لـ"بن سلمان" وطالما سعى بنشاط لمواجهة الدعاية السعودية على الإنترنت.