من الصحف الاجنبية-
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى إلى جمع نحو 800 مليار دولار في إطار حملته لمكافحة الفساد التي بدأها السبت الماضي، عقب إعلان تشكيل لجنة مكافحة الفساد والتي يتولى رئاستها.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت العشرات من الأثرياء والوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين في إطار حملة لمكافحة الفساد، والتي تعد الكبرى في تاريخ المملكة السعودية.
واعتقلت أسماء كبيرة ومعروفة عالمياً في مجال الأعمال والاستثمار؛ مثل الوليد بن طلال ووليد إبراهيم وصالح كامل، بالإضافة إلى أمراء من العائلة الحاكمة من بينهم متعب بن عبد الله الذي كان وزيراً للحرس الملكي، في حين توالت الإعلانات من السعودية بوضع أسماء وشخصيات أخرى رهن الاعتقال والتحقيق في قضايا فساد، كان آخرها الأربعاء، عندما أعلنت الرياض تجميد حسابات ولي العهد السابق محمد بن نايف وحسابات أسرته.
ووفقاً لما نقلته مصادر مطلعة للصحيفة الأمريكية فإن عدد رجال الأعمال والأثرياء الكبار من أمراء وغيرهم بلغ 60 شخصاً، هذا دون بقية الأسماء الأقل رتبة ومنصباً.
وتعاني السعودية منذ أكثر من عامين من عجز في الميزان التجاري بسبب انخفاض أسعار النفط من جهة، والحرب التي تقودها في اليمن من جهة أخرى، كما تعاني من حالات فساد كبيرة جداً امتدت منذ عقود، حيث لا يوجد خط فاصل بين الميزانية العامة وما يملكه أمراء العائلة الحاكمة.
وعلى الرغم من عدم توفر أي إحصائيات حول قيمة الثروات التي بحوزة أفراد العائلة الحاكمة، فإن المؤكد أنها كبيرة جداً، حيث سبق أن قال ولي العهد محمد بن سلمان، خلال افتتاحه مؤتمراً حول الاستثمار والإعلان عن مدينة نيوم المستقبلية، إنه ستتم ملاحقة كل الفاسدين بغض النظر عن منصبهم ومكانتهم.
لكن كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن تلك الحملة التي يقودها بن سلمان تهدف بالدرجة الأولى إلى إبعاد كل المنافسين حوله، وتوسيع صلاحياته، ووضع اليد على جميع السلطات في البلاد، بالإضافة إلى محاولة السيطرة على أموال كبيرة لدى رجال الأعمال السعوديين، ومن بينهم أثرياء العائلة المالكة، خاصة في ظل ما تعانيه المملكة من عجز كبير في الميزانية.