من كتاب البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية-
تتطرق وثائق الحلقة الثامنة الى الحلفاء الاعداء ، اختلفا كثيرا وتناحرا كثيرا وكاد بعضهما لبعض كثيرا كثيرا وتوجس بعضهما من بعض كثيرا وجرت بينهما مناوشات وصلت الى حد محاولة إسقاط النظام ، خلافات كثيرة تحت الرماد يغطيها اليوم .. حصار قطر .
وقبل الدخول في الوثائق يكفي الاشارة الى ان الامارات خاضت 57 معركة ضد السعودية خلال ال250 سنة الماضية وتتعلق أبرز الوثائق بالخلافات الحدودية بين الجانبين وموقف ابو ظبي من طرح الرياض لفكرة الاتحاد الخليجي والتي قابلتها الامارات بالتوجس والحذر والتشكيك في نوايا الرياض والخوف من ان تكون تلك الخطوة بداية لابتلاع السعودية لجيرانها . كما ظلت علاقات الامارات القوية مع ايران محل ريبة وشك من قبل السعودية .
على ان وثائق الخارجية السعودية تركز على قضايا ترسيم الحدود والخلافات بين البلدين حين فرضت الرياض حدودها بالقوة على ابو ظبي التي أدركت انها لا تستطيع مواجهة الرياض .
وتبين وثائق ويكيليكس المسربة عن وزارة الخارجية السعودية عمق الخلاف بين الجانبين حيث بقيت العلاقات عادية وان شابها بعض الكدر بعد تسريبات ويكيليكس التي نشرت تصريحات لأبو ظبي حول النظام السعودي وتشبيه الرجل الثاني بالقرد وتعليق ابو ظبي على تأتأة الرجل الاول .
ويتوقع مؤلف الكتاب ان حلف ابو ظبي مع الرياض سواء في اليمن او ضد قطر لن يستمر لأن المرارة التي يحملها كل طرف ضد الاخر اكبر بكثير من عدائهما لقطر ولن تطفئها رغبتهم الجامحة في السيطرة على موانئ اليمن .
الشأن الداخلي
وتتطرق برقيات كثيرة الى الشأن الداخلي الاماراتي حيث اجتهدت السفارة السعودية بابو ظبي في رصدها وتوثيقها ومن اهم تلك التقارير خبر اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي وسحب الجنسية الاماراتية من بعض المواطنين الاماراتيين المتهمين بالانتماء الى تنظيم الاخوان ، كما بعث السفير السعودي في ابو ظبي ببرقية سرية يتهم فيها بعض الكتاب والصحفيين في الامارات بالولاء للنظام السوري وانهم تدربوا في منطقة اللاذقية السورية من اجل اثارة الاضطرابات في الخليج وبين الاسماء الواردة في برقية السفير اسم مستشار ولي عهد ابو ظبي عبد الخالق عبد الله حيث تعكس البرقية تحول السفير الى مهمة استخباراتية للتجسس على الاماراتيين .
وتفسر تقارير سر تحول السفارة السعودية الى دور استخباراتي بأن ذلك بسبب وثائق ويكيليكس وبحسب وثيقة تعود إلى 12 من حزيران يونيو 2004 فإن محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس حكومة الإمارات، قال للجنرال جون أبي زيد قائد القوات الأمريكية في العراق آنذاك خلال اجتماع على العشاء في أبو ظبي: "نحن - أنا ومحمد بن زايد - عندما ننظر إلى أكثر من 100 كيلومتر أمامنا فإن القيادة السعودية لا تنظر لأكثر من كيلومترين فقط وان هذه الوثائق جعلت السعودية اكثر حذرا في علاقتها مع الامارات .
وفي برقية من السفارة في ابو ظبي تبدي عدم الارتياح من موقف السعودية تجاه رد الفعل الاماراتي على دعوة الرياض لإقامة اتحاد خليجي وتشكيك الاماراتيين في نوايا السعودية حيث قالت السفارة ما نصه " ان الناس في ابو ظبي ودبي متخوفين ان تبتلعهم السعودية " .
علاقات أبو ظبي وإيران
وترصد البرقيات تعامل ابو ظبي مع المعارضة السورية وخطوات ترحيل بعض رموزها بعد مشاركتهم في مظاهرات مناهضة للنظام السوري امام القنصلية السورية في ابو ظبي بحجة مخالفتهم لنظام الدولة ولعل الموقف من الثورة السورية احد الملفات الخلافية بين الجانبين . حيث نقلت السفارة معلومات للرياض بشأن قيام الامارات بالتفاوض مع ايران حتى لا تنحاز الى المعارضة السورية وتدعم نظام الاسد .
كما ترصد البرقيات اهتماما سعوديا بالغا بأي لقاءات ايرانية اماراتية وللأنشطة التجارية الايرانية في الامارات حيث ترصد البرقيات لقاءات بين الحين والآخر مبدية قلقها من تزايد العلاقات بين الجانبين واشارت الى وجود 8 الاف تاجر ايراني مسجلين رسميا في دبي وحدها من اصل حوالي 500 الف ايراني يقيمون بالامارات وان ايران تعتبر دولة الامارات كشريان تجاري مهم لها في تحويل عائدات النفط الايراني عن طريق البنوك الاماراتية وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2011 نحو 5.32 مليار دولار . وتؤكد برقية السفارة السعودية في ابو ظبي ان الامارات تجد ان من مصلحتها المستقبلية عدم التفريط في علاقتها مع ايران كدولة جارة وكبيرة وشريك اقتصادي .
خلافات الحدود
تتطرق برقيات اخرى لدى الخارجية السعودية الى تقارير متبادلة بين الوزارات السعودية حول مسألة ترسيم الحدود البحرية مع الامارات حيث ابدت حكومة ابو ظبي اعتراضها على الخطوط التي رسمتها السعودية وعدم اعترافها بها ، وتقر الامارات في الوثيقة بأن السعودية استولت على الخور البحري المحصور بين الامارات وقطر وقطعت الاتصال البري بين الامارات وقطر وان الامارات لن تقبل بهذا الادعاء حيال تلك الأبعاد لخطوط الاساس ولن تعترف بها وسعت لتصحيح هذا الوضع منذ 2011 .
خلافات عميقة إذن بين ابو ظبي والرياض إن على مستوى العلاقة مع ايران او على مستوى ترسيم الحدود وتخوف الامارات من ابتلاع السعودية للأراضي لكن الدولتين تركتا الخلافات جانبا للتصدي للربيع العربي وموجة الاصلاح في المنطقة ، ففرقتهما المصالح والحدود وجمعهما قمع الشعوب.
للاطلاع على كتاب "البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية".. اضغط هنا
رصد سعودي للتعاون بين الإمارات وإيران
تخوف إماراتي من ابتلاع السعودية لجيرانها
اعتراف باستهداف أبو ظبي للمعارضة السورية
انزعاج سعودي من لقاءات إماراتية إيرانية
السعودية مارست التجسس على الأنشطة الإيرانية في الإمارات
برقية ترصد إجراءات اعتقال القاسمي والمعارضين الإماراتيين
أبو ظبي رفضت استيلاء السعودية على الأراضي الواصلة بين قطر والإمارات