وكالات-
قال نجل الداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، الأحد، إن والده يعاني من أوضاع صحية صعبة.
وكان الداعية العودة اعتُقل في سجن ذهبان السياسي، منذ سبتمبر الماضي، ولم توجه له السلطات أي تهمة بشكل رسمي، وسط انتقادات حقوقية دولية لظروف اعتقاله.
وبيّن عبد الله العودة عبر حسابه على موقع "تويتر" الظروف الصحية لوالده، وقال إن مشكلة ارتفاع الضغط عادت له بعد نقله للرياض، وإنه "في ظروف سيئة جداً".
وتابع في سلسلة من التغريدات أن نقل والده لسجن الحائر بالرياض كان "مفاجئاً وغريباً وفيه محاولات حثيثة للإهانة والإذلال، فالوالد لم يعلم بوجود محاكمة إلا منّا نحن أثناء اتصاله، وإلى هذه اللحظة لا يعلم ولا نعلم عن ظروف المحاكمة وملابساتها ولا عن التهم، ولا أي ضمانات عدلية حقيقية ولا محاكمة علنيّة".
وبيّن أنه "منذ أن أخذوه من ذهبان كان مقيّد اليدين والرجلين، مغطّى العينين، ثم وضعوه بسيارة مظلمة كأنها القبر تسرع فيه فيضرب السقف ثم يسقط على الأرض في الطريق مراراً، ثم نقلوه بعدها بطائرة وهو على وضعه المقيّد والمغطّى بالكامل".
وفي سجن الحائر "وضعوه بزنزانة مخيفة صغيرة جداً (متر في متر) ليس فيها حتى دورة مياه، وبعدها نقلوه للانفرادي واستمرّوا في التجاهل الصحّي، مما أدّى لارتفاع ضغط الدم مرّة أخرى"، وفق ما بيّن نجله.
وأشار إلى أن "هناك ملفّاً صادماً ومعلومات مخيفة عن ظروف اعتقال الوالد وظروف سجنه، والأشهر الأولى، والتي أدّت لتدهور حالته الصحيّة حينها، سأتحدّث عنها في وقتها المناسب".
كان النقل لسجن الحائر بالرياض مفاجئا وغريبا وفيه محاولات حثيثة للإهانة والإذلال، فالوالد لم يعلم بوجود محاكمة إلا منّا نحن أثناء اتصاله، وإلى هذه اللحظة لايعلم ولانعلم عن ظروف المحاكمة وملابساتها
— د. عبدالله العودة (@aalodah) September 2, 2018
ولاعن التهم، ولا أي ضمانات عدلية حقيقة ولامحاكمة علنية#الوضع_الصحي_للشيخ_العودة
وكان العودة قد صرّح سابقاً بأن والده نُقل بشكل مفاجئ من سجن بجدة إلى آخر بالرياض، وأن موظفاً في السجن أخبره بوجود محاكمة سرّية له.
وبيّن أنه عند ذهاب أسرة "العودة" إلى النيابة العامة في السعودية للاستفسار عن المحاكمة السرية ردّت النيابة بأنها لا تعرف شيئاً عنها، وأن سلمان العودة تحت إدارة جهاز أمن الدولة.
وعبّر نجل العودة عن عدم ثقة أسرتهم بالمحاكمات السرية التي تجري دون تفاصيل، ودون حضور محامٍ، ولا منظمات، ولا أطراف مستقلّة، ولا تهم واضحة، محمّلاً الحكومة السعودية المسؤولية عن والده وسلامته.
وكان حساب "معتقلي الرأي"، الذي يُعنى بأخبار المعتقلين في المملكة، سبق أن غرّد عن محاكمات سرية تجري لعدد من المعتقلين الدعاة، كما أبدى حينها خشيته من نقل عدد من المشايخ من سجن ذهبان إلى سجن الحائر تمهيداً لمحاكمتهم سراً وفق قانون الإرهاب، ما سيكلّفهم -لا محالة- عقوبات بالسجن مدداً طويلة.
ونُقل العودة بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على اعتقاله، في سبتمبر، إلى المشفى ليخضع لفحوصات، بعد تردّي وضعه الصحي.
ويعدّ "الحائر" أكبر سجون السعودية، ويقع على بُعد 40 كم جنوبي العاصمة الرياض، وهو أكثر سجون البلاد تحصيناً، حيث يخضع لرقابة أمنية مشدّدة.
ومنذ تولّي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للسلطة شنّت السلطات السعودية موجة من الاعتقالات لمئات المسؤولين والأمراء والدعاة والمعارضين السياسيين، وحتى الناشطين الليبراليين والمتحرّرين.
واستخدم بن سلمان مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، وقام بإحداث الكثير من التغييرات التي لم يسبقه إليها أحد في بلاده، ما يقوّض حقوق الإنسان وحرية التعبير بالسعودية.