قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الأمير "خالد بن سلمان"، شقيق ولي العهد السعودي، لن يعود سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة بعد أن غادر واشنطن، الأسبوع الماضي، عائدا إلى الرياض، إثر أزمة اختفاء الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".
ونقلت الصحيفة، الإثنين، عن مسؤول أمريكي (لم تسمه) أن استدعاء "خالد" جاء في إطار إجراءات بالسفارة السعودية لدى واشنطن، شملت إلغاء حفل اليوم الوطني الذي كان مقررا عقده في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مشيرا إلى أنه لم يكن من الواضح متى سيتم استبداله، أو من سيخلفه.
وأضافت أن ترتيبات المملكة تأتي في ظل إيمان متزايد لدى الدوائر الغربية بأن الأمير "محمد بن سلمان" الذي أشعل حربًا في اليمن إلى حد الكارثة الإنسانية، وفرض حصارًا على قطر، وألقى القبض على مجموعة من النخب السعودية للحصول على أموال، واستغرق أسبوعين للخروج بتفسير مقبول لمصير "خاشقجي"، ليس على استعداد لتولي العرش السعودي مستقبلا.
وتجهز السعودية رواية بديلة لمصير "خاشقجي"، مفادها أنه توفي في قنصليتها بمدينة إسطنبول التركية قبل أسبوعين عن طريق "استجواب خاطئ"، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مصدر قالت إنه مطلع على خطط المملكة في هذا الشأن، وهو ما ردده الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لاحقا بتصريح عن احتمال مقتل "خاشقجي" على يد "قتلة مارقين".
ورغم تناقض الرواية السعودية المتوقعة مع التفاصيل المبكرة للقضية، بما في ذلك الإشارات التي تشير إلى تقطيع جثة "خاشقجي"، إلا أنه يمثل طريقة لتخفيف الأزمة المملكة السياسية، وتبديد الانتقادات الموجهة لإدارة "ترامب"، بعد رفضها التراجع عن مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إليها، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
وتواجه السعودية انتقادات دولية واسعة النطاق، وسط توقعات بفرض عقوبات عليها، إثر تأكيد مصادر مطلعة على التحقيقات التركية أن "خاشقجي" تعرض للقتل على يد فرقة اغتيال سعودية.
وقال مصدر خاص لـ "الخليج الجديد" إن الفرقة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد، والتي تمثل وذراعه الطولى في تنفيذ أوامره الخاصة، ومنها تنفيذ حملة اعتقالات الدعاة واعتقال الأمراء بفندق ريتز كارلتون في الرياض.
وسميت الكتيبة بهذا الاسم تيمنا بسيف شهير في تراث السعودية يعود إلى الإمام "تركي بن محمد آل سعود" مؤسس الدولة السعودية الثانية، وجد حكام "آل سعود" الذي يلقب سيفه بـ"الأجرب".