رودي ديسكون- الغارديان البريطانية- ترجمة منال حميد -
دعا المحامي والمؤلّف البريطاني، رودي ديسكون، إلى ضرورة أن يتحرّك العالم من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، مؤكّداً أن عملية إخفاء وربما قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، لم تكن أمراً مفاجئاً؛ في وقت تعتقل فيه الرياض العشرات من الناشطات والناشطين.
وأضاف في مقال له بصحيفة الغارديان: إنه "حتى أولئك الذين تمكّنوا من مغادرة السعودية ليشعروا بالحرية يجب أن يكونوا حزينين للغاية بعد الذي حصل لخاشقجي، فهذا النظام لديه القدرة على تهديد أي معارض، ويبدو أنها هذه المرة أخذت منحى خطيراً".
وقال ديسكون: "لقد ازدادت محاولات النظام السعودي لإسكات المعارضين بشكل كبير منذ تولّي محمد بن سلمان ولاية العهد، في العام 2017، فكان أن زادت أعداد المعتقلين، وهو ما أشرتُ إليه في تقرير شاركتُ به ضمن كتاب صدر في يناير الماضي".
ويتابع الكاتب: "طلبنا من عائلات بعض المعتقلين الحديث من أجل دفع الحكومة والأمم المتحدة للعمل على المساعدة في الإفراج عنهم، ووجدنا أن أكثر من 60 معارضاً سعودياً تم اعتقالهم، ومن ضمن ذلك مدافعون بارزون عن حقوق الإنسان، في إطار حملة قمع كبيرة شنّتها السلطات السعودية، وحتى الآن لم تُتّخذ أي خطوات ملموسة للإفراج عنهم، في حين لا يزال مكان اعتقال العديد منهم مجهولاً".
وأضاف الكاتب: "لقد تم اعتقال ناشطات مشهورات ناضلن منذ فترة طويلة للحصول على حقوق المرأة السعودية، ومن ذلك حق قيادة السيارة، في وقت أُعلن فيه عن السماح للمرأة بقيادة السيارة، في يونيو الماضي، ليظهر بن سلمان، ولي العهد، بصورة المُصلح الاجتماعي. لقد سجن 12 من الناشطات، وأعقب ذلك حملة شملت اعتقال المزيد من الناشطين والناشطات، من بينهن سمر بدوي، الحاصلة على جائزة الشجاعة الأمريكية الدولية للنساء".
لقد وُسم جميع المعتقلين بالخيانة، وهم اليوم يواجهون السجن لفترات طويلة بتهم لا أساس لها من الصحة، ووضعهم سيئ للغاية ويائس، ومن المخزي أنه لم يتم عمل الكثير لإنهاء احتجازهم بتهم غير قانونية تتعارض مع جميع المعايير الدولية الراسخة، بحسب وجهة نظر الكاتب.
ويؤكّد الكاتب أن هناك حالة من الإحباط العميق بسبب ما تتعرَّض له النساء في السعودية، مضيفاً: "إنهم يتحدَّثون عن أهمية المساواة بين النساء، واحترامهن في مكان العمل، ولكن عندما يُلقى القبض على النساء ويُزجّ بهنّ في السجن، ويمارس التمييز ضدّهنّ، فإن المجتمع الدولي يبقى محتفظاً بعلاقاته مع النظام السعودي".
ويضيف الكاتب أن ما تعرَّض له جمال خاشقجي من طريقة قتل مروّعة سلَّط الضوء على محنة النساء في السعودية، وتحديداً القابعات في السجون، فيوماً بعد آخر يُثبت هذا النظام أنه قادر على تنفيذ أكثر الجرائم بؤساً.
ونتيجة لاختفاء خاشقجي، يقول الكاتب، يوجد الآن بعض الأمل في أن يضطرّ المجتمع الدولي لاتّخاذ إجراء حاسم لوقف حملة السعودية الواضحة للقضاء على أي معارضة، ولا يمكن لقادة العالم أن يتركوا هؤلاء النساء بدون أمل ورحمة، للحكام دون أي وازع واضح.