الخليج أونلاين-
كشف مصدر دبلوماسي غربي ومصادر داخل المعارضة السعودية لـ"الخليج أونلاين" أن السفير السعودي بواشنطن خالد بن سلمان ليس محلّ قبول غربي لتولّي منصب ولي العهد في المملكة خلفاً لشقيقه محمد.
وأكّدت المصادر التي تحدّثت لـ"الخليج أونلاين"، وطلبت عدم الكشف عن هويتها، أن هناك شكوكاً غربية كبيرة تحوم حول دور السفير السعودي بواشنطن في اغتيال الكاتب والصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي، داخل قنصليّة بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري.
وأوضحت المصادر أن بن سلمان كان على علم مسبق بنيّة شقيقه الإيقاع بخاشقجي، لذلك تعمّد تعطيل إصدار الأوراق التي طلبها الأخير من سفارة بلاده بالولايات المتحدة، ليطلب منه موظّفو السفارة الحصول على هذه الوثيقة، التي لا تتطلّب عادة وقتاً طويلاً، من قنصليّة المملكة بإسطنبول.
وفور علمه بما حصل لخاشقجي داخل قنصليّة بلاده بإسطبنول، وتأكّده من اغتياله، غادر خالد بن سلمان واشنطن إلى الرياض خوفاً من المساءلة المباشرة من الإدارة الأمريكية والمسؤولين داخل الكونغرس الأمريكي، ومن كشف بعض التفاصيل المهمّة التي بحوزته حول الحادثة، خاصة أنه وصلته عشرات المكالمات من مسؤولين أمريكيين نافذين خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحادثة، يطالبونه بتقديم توضيحات حول حقيقة ما حدث للصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفق مصادر "الخليج أونلاين".
وتشدّد المصادر على أن السفير السعودي بواشنطن خالد بن سلمان، لن يعود خلال الأيام القليلة المقبلة إلى سفارة بلاده في الولايات المتحدة؛ خوفاً من ردّة فعل المسؤولين الأمريكيين الذين أصبحوا متأكدين من تورّط شقيقه محمد في عمليّة اغتيال خاشقجي، خاصة بعد إصدار السلطات السعودية رواية رسميّة زادت من شكوك البيت الأبيض حول حقيقة ما حدث.
وكانت صحف غربية، منها "تايمز" البريطانية و"لوفيغارو" الفرنسية، توقعت، الأسبوع الماضي، اختيار خالد بن سلمان ولياً للعهد خلفاً لشقيقه محمد، الذي تتزايد الضغوط الدولية يوماً بعد يوم على الرياض لتنحيته على خلفية تورطه في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت "لوفيغارو" عن مصدر دبلوماسي سعودي قوله إن هيئة البيعة في السعودية اجتمعت سراً لاختيار السفير السعودي لدى واشنطن ولياً لولي العهد. وقالت الصحيفة الفرنسية إنه في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة التي سببها مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بدأت هيئة البيعة منذ أيام النظر وبأعلى درجات الاهتمام فيما سمتها قضية محمد بن سلمان، الذي تحوم حوله الشكوك.
ومنذ فجر السبت الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية روايتين متناقضتين حول مقتل خاشقجي؛ إحداهما أنه قتل بعد حدوث "شجار" داخل القنصلية، والثانية أنه قتل تحت التهديد بالتخدير والخطف أو الاغتيال وأنه مات مخنوقاً، لكن تأكيدات أمنية تركية كشفت أنه اغتيل من قبل فريق مكون من 15 شخصاً، توجه إلى تركيا لتصفيته بأوامر من مستويات عالية في الديوان الملكي السعودي، وتوجهت أصابع الاتهام إلى بن سلمان ومقربين منه، رغم نفي السلطات السعودية حتى الآن.