الخليج أونلاين-
بعد يومين من وصول رسالة لحكومة السعودية تفيد بنية أحد أبناء الصحفي جمال خاشقجي رفع دعوى قضائية في قضية والده الذي اغتيل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول التركية، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان أفراداً من عائلة خاشقجي، في محاولة لترقيع سمعة السلطة بعد انتقادات واجهتها مؤخراً.
خطوة ملك السعودية وولي عهده جاءت أيضاً بعد ثلاثة أيام من اعتراف السعودية الصريح باغتيال خاشقجي داخل قنصليتها، عقب إنكار على مدى 18 يوماً، لكن جهات حقوقية تقول إن اللقاء جرى بالإجبار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المثير للتساؤلات أن هذا الاستقبال من قبل أكبر سلطة في السعودية لعائلة القتيل، جاء عقب تسريبات تؤكد أن الجريمة وقعت بسبق إصرار وترصد؛ وهو ما كشفته كاميرات مراقبة في إسطنبول، نقلتها وسائل الإعلام، منها "رويترز".
- توجه نحو مقاضاة الرياض
وصل عبد الله، نجل الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، إلى واشنطن السبت 20 أكتوبر الجاري، للبدء -على ما يبدو- في إجراءات رفع دعوى قضائية في قضية والده، وبحسب مصدر صحفي من واشنطن، تحدث لـ"الخليج أونلاين"، فإن "عدداً من الصحفيين والإعلاميين العرب يحاولون التقاء عبد الله؛ لمساندته في مقاضاة السلطات السعودية".
وكانت مصادر قد كشفت عن أن عائلة خاشقجي كلفت أكبر شركة محاماة أمريكية ببدء إجراءات رفع دعوى قضائية على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وفريقه، في المحاكم الأمريكية، حسب ما نقله موقع "عربي 21".
وأضافوا أن 3 من أبناء خاشقجي تمكنوا من السفر من الإمارات إلى أمريكا، وتوجهوا إلى الكونغرس الأمريكي واجتمعوا مع كبار أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
وفي ردٍّ على مقتل والده قبل إعلان الرواية السعودية، طالب عبد الله في تغريدة على "تويتر"، بتشكيل عاجل للجنة مستقلة وحيادية ذات طبيعة دولية، لتقصّي الحقائق حول ملابسات اختفاء والده والأنباء المتضاربة عن مقتله.
وفي اليوم نفسه الذي وصل فيه عبد الله خاشقجي إلى العاصمة الأمريكية أقرت السعودية، رسمياً، بمقتل والده داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوماً من إعلانها عدم صلتها بالقضية، وقد تعرّضت خلالها المملكة لانتقادات وضغوط أمريكية وأوروبية للكشف عن حقيقة ما جرى مع خاشقجي.
وكان خاشقجي، الذي عُرف بمواقفه المعارضة لسياسة ولي العهد، وقد قرر مغادرة المملكة إلى الولايات المتحدة بعد حملة اعتقالات طالت نشطاء وعلماء وأمراء عارضوا بن سلمان، اختفى منذ دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر الجاري، في حين قالت أنقرة إن لديها تسجيلات تؤكد مقتله داخل مبنى القنصلية بعد وقت قصير من دخوله.
اللقاء المُر
ووسط الشبهات التي تحيط بولي العهد حول مسؤوليته عن اغتيال خاشقجي، ظهر الملك سلمان ونجله محمد وهما يستقبلان أفراداً من عائلة خاشقجي داخل القصر الملكي، عصر الثلاثاء 23 أكتوبر، في حين تحدثت جهات حقوقية أن "صلاح" قد أُجبر على اللقاء.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عبر حسابها على موقع "تويتر"، صوراً لمقابلة عائلة خاشقجي، ممثلة بـ"سهل بن أحمد خاشقجي" و"صلاح بن جمال خاشقجي".
#صور | #خادم_الحرمين_الشريفين يستقبل سهل وصلاح خاشقجي. pic.twitter.com/671buZhfJF
— وزارة الإعلام (@media_ksa) October 23, 2018
العاهل السعودي قال في اليوم نفسه إن الرياض ستحاسب المسؤولين عن مقتل المواطن جمال خاشقجي أياً من كانوا.
وأكد مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان، في بيان له، أن الإجراءات التي ستتخذها المملكة في قضية مقتل الإعلامي السعودي لن تقف عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين بل ستشمل "إجراءات تصحيحية"، وذلك وفقاً للوكالة.
لقاء ملك سلمان ونجله بعائلة خاشقجي جاء بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال فيه إنه اقترح على العاهل السعودي أن تجرى محاكمة الأشخاص الـ18 المسؤولين عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول.
وكانت النيابة العامة السعودية أكدت أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، البالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية؛ تمهيداً للوصول إلى كل الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
- هل تمت مقايضة عائلة خاشقجي؟
لم ترد أي معلومات حول إن كان الملك سلمان طلب من عائلة خاشقجي خلال اللقاء اتخاذ خطوات معينة للوقوف إلى جانب الرواية السعودية الرسمية حول قضية خاشقجي.
لكن يبقى السؤال مطروحاً إن كان قد قايضهم لمنعهم من إتمام الخطوات التي اتخذها عبد الله خاشقجي لرفع دعوى في قضية والده بواشنطن.
فقد أعرب مجلس جنيف، وهو منظمة حقوقية دولية ،في تصريح لـ "الخليج أونلاين"، الثلاثاء، عن إدانته الشديدة لما قال: إنه "فرض السلطات السعودية حظر سفر على عائلة خاشقجي ونجله صلاح الذي أجبر اليوم على تلقي العزاء من قبل الملك السعودي وولي عهده".
وكانت تسريبات دعمت ذلك، منها ما ذكره الناشط السعودي المعارض المقيم في كندا، عمر بن عبد العزيز، بأن السلطات السعودية قامت -منذ مغادرة خاشقجي المملكة- بمنع أسرته وذويه من السفر.
وذكر الناشط السعودي في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، بعد أيام من اختفاء خاشقجي، أن الأخير أكد له شخصياً هذه المعلومة، داعياً إلى الضغط على السلطات السعودية من أجل إخراج أسرة خاشقجي من البلاد وتأمين الحماية لهم.
وفي الخصوص نفسه، كشفت شبكة "CNN" الأمريكية النقاب عن منع السلطات السعودية نجل خاشقجي من السفر خارج المملكة منذ 3 شهور، من خلال إبطال جواز سفره.
ونقلت "CNN"، في 13 أكتوبر الجاري، عن مصادر مقربة من عائلة جمال خاشقجي، أن نجله الأكبر صلاح غير قادر على السفر خارج المملكة، دون إعطائه أي تفسيرات حول أسباب المنع من قبل السلطات السعودية.
وأوضحت المصادر أن صلاح خاشقجي يعيش حالياً في جدة، في حين يعيش أفراد آخرون من عائلة خاشقجي منهم والدته وابنته في دبي.