صحيفة "إكسبريس" البريطانية-
ذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، أن الاستخبارات البريطانية كانت على علم بـ"المؤامرة السعودية" ضد الصحفي جمال خاشقجي، قبل نحو ثلاثة أسابيع من مقتله.
وقُتل خاشقجي (59 عاماً) في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، بعد دخوله المبنى لإصدار أوراق رسمية، في الثاني من أكتوبر الجاري، ونفَّذ عملية اغتياله 18 سعودياً، وما زالت التحقيقات تجري لمعرفة من أمر بقتله ومكان جثته.
وقالت الصحيفة إن مركز الاتصالات الحكومية (وكالة استخبارات بريطانية) اعترض اتصالات داخلية أجرتها رئاسة الاستخبارات السعودية تحمل أوامر من "فرد من الأسرة المالكة" باختطاف الصحفي "المزعج" (خاشقجي) وإعادته إلى المملكة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية أن الأوامر "لم تصدر مباشرة من الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان (33 عاماً) ، ولا يُعرف ما إذا كان على علم بها".
وأضافت المصادر: إنه "رغم أن الأمر صدر باختطاف خاشقجي وإعادته إلى الرياض فإنه ترك الباب مفتوحاً أمام تدابير أخرى إذا تبيّن أنه مزعج فعلاً".
وتابعت: "أدركنا أن شيئاً ما كان سيحدث في الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع من وصول خاشقجي إلى القنصلية، واستغرق الأمر المزيد من الوقت لظهور تفاصيل أخرى".
وأفادت المصادر بأن جهاز الاستخبارات البريطانية (إم أي 6) حذّر نظراءه السعوديين، وطالبهم بإلغاء المهمة "باعتبارها غير جيدة".
غيّر أن السعوديين تجاهلوا الطلب البريطاني، وفقاً لما أظهرته الأحداث، بحسب المصادر البريطانية.
ومضت قائلة: "في الأول من أكتوبر الجاري، أدركنا تحرّك مجموعة تضم أعضاء من الاستخبارات العامة السعودية باتجاه إسطنبول، وكانت واضحة تماماً طبيعة هدفهم".
وحول عدم إبلاغ بريطانيا حليفتها الولايات المتحدة بما يُعدّ لخاشقجي، قالت المصادر: "تم اتخاذ قرار (حينئذ) بأننا فعلنا ما بوسعنا".
ونقلت "إكسبريس"، أمس، عن صديق لخاشقجي (طلب عدم نشر اسمه) أن خاشقجي كان قبل مقتله بصدد الحصول على وثائق "تُثبت مزاعم استخدام السعودية أسلحة كيميائية في حربها باليمن".
وسبق أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في 10 أكتوبر الجاري، أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بمخطط سعودي لاعتقال خاشقجي.
وأوضحت أن المخطط كان سيتم عبر استدراجه من مقر إقامته بولاية فرجينيا الأمريكية، ثم اعتقاله، بحسب ما أظهرته محادثات لمسؤولين سعوديين اعترضتها واشنطن.
وبعد صمت دام 18 يوماً، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، ولم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقاً من 15 سعودياً أُرسلوا للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وأفاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوجود "الكثير من الخداع والأكاذيب" من طرف السعوديين في قضية خاشقجي، تعليقاً على تعدّد الروايات التي تصدر من السعودية حول الواقعة.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي "بنيّة مُسبقة".
وكشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن أنقرت تمتلك "أدلة قوية" على أن جريمة خاشقجي هي "عملية مدبّر لها وليست صدفة".
وشدد أردوغان على أن إلقاء التهمة على عناصر أمنية "لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي".
وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.