من الصحافة الأجنبية-
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحليلاً لباتريك وينتور محرر الشؤون الدبلوماسية، تناول فيه تأثير الضغوط الدولية على السعودية فيما يتعلق بالحرب اليمنية، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول (2 أكتوبر).
ويقول وينتور: إنه "بمجرد ربط الأحداث التي تتالت بعد مقتل خاشقجي إلى احتمال وقف إطلاق النار في اليمن، يبدو أن الاتهامات التي طالت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد أضعفت العقل المدبر لهذه الحرب، وأصبحت هناك فرصة متاحة أمام الدبلوماسيين لإيقاف عجلة المعارك التي تهدد بكارثة إنسانية في البلاد".
وتقود السعودية التحالف العربي في اليمن بمشاركة الإمارات، منذ عام 2015، لدعم الشرعية اليمنية، إلا أنه تسبب في العديد من الانتهاكات التي أودت بحياة الآلاف، ووصلت البلاد إلى حد المجاعة التي تهدد 14 مليون مدني.
ويضيف وينتور أن فرص ذلك تعززت بعد مطالبة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بوقف الحرب خلال 30 يوماً، مشيراً إلى جولة مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في فرنسا وبريطانيا، وتزامنها مع التطورات "الدرامية" بقضية مقتل خاشقجي، وأثرها في تغيير وجهة نظر الساسة بأوروبا وأمريكا.
ويوضح أن "التاريخ حافل بلحظات التحول الجذري في السياسات الدولية، مثلما يحدث الآن، خاصة لو تزامن ذلك مع مهارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كشف الحقائق تباعاً والاحتفاظ ببعضها للتسريب بأوقات لاحقة".
ويبين وينتور أن تفاصيل مقتل خاشقجي غير مكتملة حالياً بالنسبة للناس، لكنها واضحة للساسة في أوروبا وأمريكا، وهذا الأمر هو ما يجعل السلطة الحاكمة السعودية "تترنح".
شروط إنقاذ بن سلمان
ويقابَل إنقاذ بن سلمان -"وهو الهدف الرئيس"- بثلاثة مطالب من الغرب، وفق ما يشير إليه وينتور: المطلب الأول أن يتشارك السلطة مع أمراء آخرين، مضيفاً أن عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز (من لندن) إلى الرياض قد تؤشر إلى تحوُّل محتمل.
والمطلب الثاني يتمثل في إجبار بن سلمان على إعادة النظر في مقاطعة قطر، الدولة التي تضم احتياطياً هائلاً من الغاز وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، ويرى البعض أنها تشكل أفضل مثال للتمدن في الخليج.
أما المطلب الثالث فهو محاولة إنهاء حرب اليمن، التي طالما أخبر الغرب الرياض بأنها لا تستطيع تحقيق النصر فيها عسكرياً.
ونشرت صحيفة "الإندبندنت"، على موقعها الإلكتروني، موضوعاً موسعاً للصحفية بِل ترو، مراسلتها في منطقة الشرق الأوسط، والتي ركزت على تقارير بشأن عودة الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان، إلى السعودية.
وتنقل ترو عن مصادر أن الأمير، الذي كان يقيم مؤقتاً في لندن، عاد بصورة مفاجئة إلى الرياض ليجري مباحثات على مستوى رفيع بالمملكة بسبب أزمة مقتل خاشقي والضغوط التي يواجهها ولي العهد.
وتضيف أن الأمير أحمد، الذي وصفته بـ"القوي"، سيجري مباحثات داخل العائلة المالكة ربما تتعلق بملف انتقال ولاية العهد على وجه الخصوص، حيث يرى أعضاء العائلة الحاكمة الغاضبون من بن سلمان أن بن عبد العزيز هو أفضل مرشح محتمل لولاية العهد.
ويشكّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولون آخرون في أن ولي العهد، البالغ من العمر 33 عاماً والحاكم الفعلي للبلاد، متورط في اغتيال خاشقجي، وفق ترو، التي تشير إلى أن قادة غربيين آخرين قدموا -فيما يبدو- ضمانات أمنية للأمير أحمد لكي يعود إلى الرياض.
وتضيف ترو أن مصادر مقربة من العائلة المالكة أشارت إلى أن الأمير أحمد، الشقيق الوحيد الحي للملك سلمان، التقى أخويه من الأب: الأمير مقرن والأمير طلال، في منزل العائلة بالرياض.
وتنقل عن أمير من العائلة المالكة من جناح معارض لولي العهد السعودي، أن العائلة ستجتمع خلال الأيام المقبلة، لمناقشة الوضع السياسي ومستقبل المملكة.
وتتابع أن الأمير، الذي لم تقل اسمه، رجح أن العائلة قد تقرر إعادة سلطات مجلس البيعة، الذي كان مسؤولاً عن اختيار ولي العهد حتى نزعت سلطاته عام 2012 قبيل اختيار سلمان ولياً للعهد في فترة حكم الملك الراحل عبد الله.
وجدير بالذكر أن الإعلامي السعودي خاشقجي قُتل بقنصلية بلاده، في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي، على يد فريق اغتيال سعودي مقرب من بن سلمان. وتجري التحقيقات لمعرفة مَن أمر بقتله وأين جثته، وسط مطالبات دولية بمحاكمة ولي العهد.