واشنطن بوست- ترجمة علي النجار-
اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، يوم الثلاثاء، خطوة أولي نحو تعديل العلاقات مع السعودية فى أعقاب القتل الوحشي للصحافى جمال خاشقجي .
أصدرت دعوة لوقف الأعمال القتالية فى اليمن، حيث يقود السعوديون حملة عسكرية دموية لكنها غير فعالة، والتى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ، تسببت فى أسوأ أزمة إنسانية فى العالم .
وكان التدخل السعودي فى اليمن، هو الأمر الأول ضمن سلسلة المغامرات المتهورة التي نفذها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" ، والتي أضرت بالمصالح الأمريكية، وبلغت ذروتها فى الثاني من شهر أكتوبر المنصرم، بقتل "خاشقجي" . فاليمن هو المكان الذي تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى تحرك عاجل ؛ لإحتواء الضرر الذي سببه ولي العهد .
عندما بدأت الحملة العسكرية السعودية فى 2015، تنبأ بشكل واثق، أنه سيطرد بسرعة المتمردين الحوثيين الذي استولي على العاصمة اليمنية، وعزلوا الحكومة المدعومة من السعودية .
وبعد ثلاثة سنوات، أصبحت، ليس فقط ، أبعد ما يكون عن تحقيق أهدافها، لكن وفقا للأمم المتحدة، فقد قتل 16 ألف مدني، معظمهم فى غارات جوية شنها السعوديون وحلفائهم، واستهدفت المدارس والمستشفيات وأسواق المواد الغذائية وحفلات الزفاف والجنازات، وفى ، تم استهداف حافلة مدرسية تكتظ بالأطفال .
وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن نصف سكان اليمن -14 مليون شخص من أصل 28 مليون – هم الآن على حافة المجاعة. وأكثر من مليون شخص أصيبوا بالكوليرا وهو أكبر حالة تفشي للمرض فى التاريخ الحديث .
وحتى هذا الأسبوع، عرضت إدارة ترامب دعما خطابيا لبعثة للأمم المتحدة، بينما استمرت فى مساعدة القوات الجوية السعودية بإعادة التزويد بالوقودالاستهداف (للطائرات التي تشن غارات على اليمن) .
الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة تسبب فى قتل 40 طفلا فى حافلة، والآن ومع وجود ميل للكونغرس اتجاه قطع كل الدعم الذي تقدمه واشنطن للحرب ، اصدرت الإدارة مؤشرات على تخفيف الصراع .
وقال بيان لوزير الخارجية مايك بومبيو إنه ينبغي أن تكف حركة الحوثي عن تنفيذ ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ضد السعودية والإمارات، وإن على التحالف بقيادة السعودية أن يتوقف عن شن ضربات جوية في كل المناطق المأهولة باليمن.
وقال بومبيو، ووزير الدفاع "جيم ماتيس" إن محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة يجب أن تبدأ بنهاية نوفمبر وأن تتركز على تدابير بناء الثقة بين الطرفين المتنازعين، بما فى ذلك نزع السلاح من الحدود ووضع الأسلحة الثقيلة تحت المراقبة الدولية .
ويبدو أن هذه الصيغة تميل لصالح السعوديين ، لكن المسؤولين الدوليين يقولون أن هناك سببا أخر لذلك. فالحوثيون، الذي رفضوا حضور محاداثات الأمم المتحدة فى سبتمبر ، مازالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة ، قد يأخذون وقف إطلاق النار على اعتبار أنه نصر بدلا من مهلة .
وقد سعت الأمم المتحدة على حث المتمردين، المدعومين من إيران، لاتخاذ خطوات تظهر أنهم جادون فى صنع السلام –كما قالوا . وكما يدعي السعوديون أنهم منفتحون على محادثات السلام، لكن مناروة النظام فى اليمن كانت مشابهة بشكل مخيف لتلك التي كانت فى قضية خاشقجي .
ففى أعقاب تفجير الحافلة، وصفه المسؤولون السعوديون فى البداية بهجوم على هدف مشروع، ثم قالوا إنهم حادث، بعد ذلك مع تصاعد الغضب الدولي، وصفته بأنه عملية مارقة ، ووعد بالتحقيق ومعاقبة المسؤولين عن الحادث.
إذا كانت إدارة ترامب جادة فى وضع حد لهذه الحرب الكارثية ، فعليها أن تجد طريقة لمقاومة الكذب والوحشية لنظام "محمد بن سلمان" .